رجّح بولنت أرينش، نائب رئيس الوزراء التركي، أن يرشّح حزب «العدالة والتنمية» الحاكم لانتخابات الرئاسة المرتقبة في آب (أغسطس) المقبل، رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أو الرئيس الحالي عبد الله غل. وأشار إلى «استشارات واسعة» في صفوف الحزب الحاكم، لتحديد مرشحه للرئاسة، «سيتبعها لقاء بين غل وأردوغان» لاختياره. وتطرّق إلى قرار لجنة في الحزب الامتناع عن تغيير مادة في لوائحه الداخلية، تمنع أي عضو من الترشّح للبرلمان أكثر من 3 مرات متتالية، قائلاً إن تلك المادة «تشجع على الديموقراطية الداخلية في الحزب»، واعتبرها «وصفة جيدة للتغيير»، علماً أن أرينش سيكون أحد الذين تشملهم تلك المادة، بحيث لن يستطيع الترشح في الانتخابات النيابية المرتقبة العام المقبل. إلى ذلك، ما زال تقرير منظمة «فريدوم هاوس» الأميركية غير الحكومية حول حرية الصحافة في العالم، يثير ردود فعل في تركيا، بعد تراجع تصنيفها من «حرة جزئياً» إلى «غير حرة»، إذ ما زالت أكبر «سجّان» للصحافيين. وقال غل إن «حرية الصحافة هي إحدى أهم خصائص الدول الديموقراطية، ويجب أن نأخذ في الاعتبار الانتقادات» في هذا الصدد، مشدداً على وجوب «ألا نسمح لتلك الانتقادات بأن تحجب نجاحات تركيا». أما وزير الخارجية أحمد داود أوغلو فاعتبر أنَ تصنيف «فريدوم هاوس» لتركيا دولة «غير حرة»، «يستند إلى معلومات صحيحة مغلوطة». وزاد: «علينا جميعاً التصدي لتشويه صورة تركيا في الأذهان، وحرية الإعلام في بلادنا متقدّمة على حرية الإعلام في دول كثيرة صُنِّفت في قائمة الدول الحرة». وحض الصحافيين الأتراك على «رفض التقرير». تركيا - أرمينيا على صعيد آخر، اعتبر داود أوغلو أن أردوغان أتاح «فرصة للمصالحة»، بتعزيته أحفاد الأرمن الذين قتلوا في مجازر عام 1915. وحض في مقال نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة «ذي غارديان» البريطانية، على «دفن آلامنا المشتركة»، مضيفاً: «الآن هو الوقت المناسب للاستثمار في العلاقات التركية - الأرمينية، وهذا المسعى يمكنه أن ينجح، فقط إذا احتضنته دائرة أكثر اتساعاً عازمة على المصالحة». ولفت إلى أن «فقدان الامبراطورية العثمانية للبلقان، سبّب فظائع جماعية وطرد المسلمين من المنطقة»، فاضطُر «حوالى 5 ملايين عثماني إلى ترك منازلهم في البلقان والقوقاز والأناضول». واعتبر أن «التاريخ الغربي يهتم بما تعرّض له العثمانيون المسيحيون، في حين لا يكاد أحد خارج تركيا يعرف عن المعاناة الهائلة للعثمانيين المسلمين». واستدرك: «لا يمكن إنكار أن الأرمن عانوا بشدة خلال تلك الفترة، وأن النتائج المترتبة على إعادة توطين القسم الأكبر منهم، كانت غير مقبولة وغير إنسانية». في المقابل، انتقد رئيس «حزب الحركة القومية» التركي المعارض «دولت بهشلي تعزية أردوغان أحفاد الأرمن بالمجازر، إذ اعتبرها «اعتذاراً مبطناً عن مزاعم إبادة جماعية». ورأى أن «الحكومة التركية لا تملك عقلية وطنية ورؤية واضحة»، منبهاً إلى أن «قوى خارجية تحاول فرض خريطة جديدة تستهدف الوطن التركي».