أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط وتسوية النزاعات تتطلبان «وضع مقاربات متزنة وموحدة»، وجدد خلال مؤتمر للأمن الدولي نظّمته موسكو بحضور وزراء دفاع 20 بلداً بينهم وزيرا الدفاع الإسرائيلي والإيراني الدعوة إلى تأسيس «جبهة دولية موحدة في مواجهة التهديدات المشتركة على الأمن العالمي والإقليمي في الشرق الأوسط». وأمل بوتين في رسالة وجهها إلى المؤتمر الذي تنظمه سنوياً وزارة الدفاع الروسية، في أن يتمكن الحاضرون من تقريب وجهات النظر حيال الملفات الإقليمية الساخنة، مؤكداً أن المناقشات يجب أن تتركز بالدرجة الأولى على مسائل التسوية السياسية الديبلوماسية للنزاعات العديدة، خصوصاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وشغل الوضع في سورية حيزاً أساسياً في كلمة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال إن ضربة واشنطن لقاعدة الشعيرات السورية «عقّدت مجالات إقامة جبهة دولية واسعة لمكافحة الإرهاب». وجدد تأكيد الموقف الروسي حول «الحاجة إلى إجراء تحقيق واسع في ملف استخدام الكيماوي من جانب الخبراء تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وعلى أساس متوازن جغرافياً». واعتبر أن «القوى التي تعرقل إجراء تحقيق موضوعي في حادث خان شيخون تسعى إلى إسقاط النظام السوري». وأعرب الوزير الروسي عن قلقه في شأن تصعيد التوتر حول شبه الجزيرة الكورية، محذراً من خطر اللجوء إلى استخدام القوة لحل القضية النووية لكوريا الشمالية. وقال إن استخدام القوة يهدد بوقوع كارثة حقيقية في المنطقة، مؤكداً في الوقت ذاته «تضامن موسكو تماماً مع الموقف الموحد للمجتمع الدولي حول سياسة بيونغيانغ». بينما اعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الضربة الأميركية على مطار الشعيرات «خرقاً فظاً للقانون الدولي. وعمليات واشنطن شكّلت خطراً على حياة عسكريينا الذين يحاربون الإرهاب في سورية». وأكد أن الجانب الروسي يتخذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن العسكريين الروس بعد الهجوم الأميركي على الشعيرات. وحذّر من أن «الإرهابيين في سورية يستغلون عدم تنسيق العمليات العسكرية الأميركية مع القوات الحكومية السورية، مؤكداً «استحالة القضاء على التنظيم الإرهابي إلا بجهود موحدة من قبل الدول المعنية كافة». وقال إن القوات السورية الحكومية تواصل بدعم من القوات الجوية والفضائية الروسية توجيه الضربات إلى فصائل مثل «داعش» و «جبهة النصرة». وتطرق شويغو إلى الوضع في الشرق الأوسط في شكل عام، مشدداً على ضرورة دعم «القوى السياسية العسكرية والسياسية» في المناطق الممتدة «من ليبيا إلى غرب أفريقيا». وأعاد إلى الأذهان أن أنشطة تنظيم «داعش» خرجت عن حدود سورية والعراق ووصلت إلى القارة الأفريقية، معتبراً أن توسع الأنشطة الإرهابية في تلك المنطقة يرتبط بانعدام نتائج الجهود الرامية إلى استعادة استقرار ليبيا. ويشارك في أعمال المؤتمر الدولي السادس للأمن ممثلون عن 85 دولة، وفيما غابت الولاياتالمتحدة وأوروبا، شارك 20 بلداً على مستوى وزراء الدفاع، غالبيتها البلدان الحليفة لروسيا في الفضاء السوفياتي السابق ومنظمة «شانغهاي» ومجموعة «بريكس». وكان لافتاً حضور وزيري الدفاع الإيراني والإسرائيلي. وعقد شويغو جلستي حوار منفصلتين مع كل من الوزيرين تركز الحديث خلالهما على الوضع في سورية. وأعلنت وزارة الدفاع أن شويغو اتفق مع نظيره الإسرائيلي افيغدور ليبرمان على توسيع التنسيق في سورية، ومواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب. وفي أنقرة (رويترز) أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه ما من سبيل للتوصل إلى حل للصراع في سورية ما دام الرئيس بشار الأسد في السلطة، وقال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه أنه ليس ملتزماً بصفة شخصية بالرئيس السوري. وقال أردوغان في مقابلة مع «رويترز» في قصر الرئاسة بأنقرة: «الأسد ليس عنواناً لحل منتظر في سورية. ينبغي تحرير سورية من الأسد لكي يظهر الحل». وأضاف: «ما دام الأسد في السلطة لن يمكن على الإطلاق التوصل إلى حل في سورية». وتابع: «لقد هاجم شعبه بالدبابات وبالمدافع وبالبراميل المتفجرة وبالأسلحة الكيماوية وبالطائرات المقاتلة. هل تعتقدون أنه يمكن أن يكون السبيل إلى التوصل إلى حل؟». ولمح أردوغان أيضاً إلى تخفيف الدعم الروسي للأسد. وأردف أن بوتين قال له: «أردوغان... لا تفهمني خطأ. لست أدافع عن الأسد ولست محاميه. هذا ما قاله. بوتين أبلغني بذلك». وقال أن هناك تطورات في شأن سورية لا يمكن بوتين «أن يتقاسمها معنا... لكن الآن بوتين و (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب وأميركا وإيران والسعودية وقطر... كلنا نقوم بدور ناشط في الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل في سورية. بإمكاننا أن نتجمع وبإمكاننا مساعدة الشعب السوري على اتخاذ قراره». ونفى أردوغان بشدة أن البديل الوحيد للأسد سيكون تولي سنّة متشددين مثل تنظيم «داعش» السلطة في سورية. وقال: «داعش لن يحل محل الأسد. داعش ليس ممثلاً للإسلام... إنهم خارجون عن الدين وليس لهم صلة بالإسلام وهذا أمر علينا أن نتفق عليه جميعاً».