لم تحل قضبان سجن «بريمان» العام دون تسلل «الحياة» إلى عنابر السجناء لرصد يوميات محكوم بالإعدام، كما لم تمنع قبضة قضبان الحديد المحكمة، المحكوم ثلاث مرات بالقصاص «جميل» من إكمال نصف دينه، إذ دخل عش الزوجية قبل خمسة أعوام في عام 1428، بمهر قيمته 10 مصاحف باللغة الفارسية اشترطها عليه والد العروس الذي وزعها على المساجد كصدقة. وقال: «جاءت فكرة زواجي من شقيقي الذي حضر مع والد زوجتي في ذلك الوقت، ونظراً إلى معرفة الأخير بوضعي فاجأني بطلبه منح مهر ابنته مصاحف، وحضر بصحبتهما المأذون إلى إدارة السجن وتم عقد القران». وأشار إلى أنه عايش أحداثاً كثيرة خلال الفترة الطويلة التي أمضاها في السجن، وعدداً من القضايا التي انتهت بأصحابها إلى ساحة القصاص، علمته أن «الثبات» هو الوقود الحقيقي. وبالحديث عن أبرز ما يتمناه، قال جميل أموراً عدة لم تخرج عن حال عائلته وابنيه، وطلب المسامحة والغفران من كل من أساء إليه، إضافة إلى قوله: «أحلم بأن أنام ملء عيوني عن شواردها، فالموت آتٍ والنفوس نفائس، والمستعز بما لديه الأحمق»!.