نيودلهي - أب، رويترز، ا ف ب - جددت الهند وروسيا شراكتهما الإستراتيجية «الخاصة»، اذ تعهدتا امس تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون لمكافحة الارهاب، كما وقّعتا اتفاقات بعشرات البلايين من الدولارات، فيما أيدت موسكو منح نيودلهي مقعداً دائماً في مجلس الأمن «في حال توسيعه». والتقى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في نيودلهي امس، رئيس الوزراء منموهان سينغ الذي وصف موسكو بأنها «صديق أثبت إخلاصه عبر الزمن ووقف الى جانبنا عند الضرورة». واعتبر ان «روسيا والهند من ضحايا الإرهاب، ونحن مصممون على العمل سوياً للتعاون في تبادل المعلومات والاستخبارات، واستنباط استراتيجيات فاعلة لمكافحة الارهاب». أما مدفيديف فأكد أن «الإرهابيين مجرمون يستهدفون المدنيين، ويجب تسليمهم لمعاقبتهم». وأضاف: «من يؤوي إرهابيين، يؤوي مجرمين. ولا يمكن أي دولة متحضرة ان تفعل ذلك». واعتبر مراقبون أن كلام الرئيس الروسي موجه الى باكستان. وشدد ميدفيديف على ضرورة وجود «تعاون دولي بين الأطراف المعنيين، من أجل مكافحة الإرهاب الذي عانينا منه جدياً». وأكد البلدان في بيان، نيتهما مواصلة «إجراء مناورات وتدريبات مشتركة على كلّ المسارات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب». وأعرب مدفيديف عن تأييد بلاده شغل الهند مقعداً دائماً في مجلس الامن، بقوله في مؤتمر صحافي مع سينغ: «أريد أن أشدد في صورة خاصة، على أن روسيا تعتبر الهند مرشحاً قوياً، جديراً بالانضمام إلى مجلس الأمن، في حال توسيعه». وأكد الزعيمان ضرورة تسوية الملف النووي الايراني من خلال الحوار، مشددين على حق طهران في امتلاك الطاقة الذرية لأغراض سلمية. وأبرمت الهند وروسيا عقداً لبناء مفاعلين نوويين إضافيين في محطة حرارية في ولاية تاميل نادو، جنوب الهند، حيث تبني موسكو مفاعلين آخرين. كما وقعتا عقداً، بموجبه تزوّد روسيا الجيش الهندي صواريخ، وآخر لتطوير مشترك لنحو 300 مقاتلة حربية من الجيل الخامس لا يرصدها الرادار، وذلك على مدى عشر سنين. ولم تُعلن قيمة العقد، لكنه يُقدر في شكل غير رسمي بنحو 35 بليون دولار. وخلال الحرب الباردة، جمعت الاتحاد السوفياتي بالهند علاقات وثيقة، فيما تحالفت الولاياتالمتحدة مع باكستان. وفي السنوات الاخيرة، تقرّبت نيودلهي الى واشنطن، وأبرمت معها اتفاقاً نووياً تاريخياً، لكنها حافظت على شراكتها الاستراتيجية مع موسكو.