لقي كلام مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الذي اعتبر المحكمة الدولية الخاصة «صورية وقراراتها لاغية وباطلة» ردود فعل مختلفة تراوحت بين وصفه بأنه لا يحمل جديداً وبين اعتباره تدخلاً في الشأن اللبناني، ويعاكس المسعى السعودي - السوري، بينما قال رئيس الحكومة سعد الحريري «إننا نحترم السيد علي خامنئي ونحترم كل من لديه رأي، وهو حرّ في رأيه هذا»، وأكد أن «هذا لا يؤثر في المسار السعودي - السوري»، معتبراً انه «مسار إيجابي». وأوضح ان «هذا موقف إيراني ونحن كحكومة لدينا مواقفنا». وإذ خالف الحريري في موقفه بعض ردود الفعل مبرداً من بعضها بكلامه، فإنه حرص على الإشارة الى ان «الأمور تتقدم» على المسار السعودي - السوري، وستأخذ بعض الوقت لكنها إيجابية». وجاء كلام الحريري خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره البلغاري بويكو بوريسوف امس، في ختام زيارة الأخير لبنان التي التقى خلالها ايضاً رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري. وأضاف الحريري الى موقفه هذا موقفاً آخر في حديث الى مجلة «نيوزويك» الأميركية طمأن فيه اللبنانيين، رداً على سؤال، نافياً ان يكون صدور القرار الاتهامي سيؤدي الى أعمال عنف. وكانت ردود الفعل على تصريحات خامنئي أثناء استقباله أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أول من أمس جاءت من قيادات في «تيار المستقبل» وقوى 14 آذار انتقدت هذه التصريحات ومواقف من قوى 8 آذار رأت أن لا جديد فيها، وشملت ايضاً موقفاً من الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الذي قال إن هذه التصريحات «لا تستدعي أي تعليق»، مشدداً على ان «المحكمة الدولية هيئة مستقلة أُنشئت بقرار دولي». وعلى رغم تعدد ردود الفعل على موقف خامنئي، فإن مصدراً لبنانياً مسؤولاً دعا الى قراءته من زاوية واقعية، إذ ان المرشد الأعلى «انطلق في موقفه من أن المحكمة أمر واقع ولم يقل بإلغائها بل برفض القرار الذي يمكن ان يصدر عنها وهذا يعني التسليم بوجودها وبأن قراراً سيصدر عنها سيكون موضع اعتراض ورفض». ورأى المصدر المسؤول ان كلام خامنئي يشبه موقف الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي أصدره ليل الأربعاء الماضي والذي سلّم فيه بأن الحزب يدرك بأنه لا يمكن إلغاء المحكمة الدولية وقال انه ينتظر رد فعل الفريق الآخر على القرار الاتهامي الذي سيصدر عن المحكمة للبناء عليه. وقال المصدر ل «الحياة» ان «المعطيات الواردة الى بيروت تفيد بأن الجانب القطري أكد للجانب الإيراني خلال زيارة أمير قطر طهران الهادفة الى تشجيع المسؤولين فيها على المساهمة في حفظ الاستقرار ودعم الجهود الهادفة لاستيعاب أي تداعيات للقرار الاتهامي ولا سيما المسعى السعودي - السوري، أن لا إمكان لتجاوز المحكمة أو إلغائها، وبالتالي يفترض التعاطي مع النتائج بما يحفظ الأمن في لبنان. وعليه، يقول المصدر اللبناني المسؤول، أخذ خامنئي الموقف الإيراني المعروف ضد القرار الاتهامي، والذي يتردد انه قد يتهم أفراداً من «حزب الله»، لكنه موقف يبقى تحت سقف استمرار المحكمة في عملها كواقع لا يمكن تغييره. وقال نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم امس «انهم يعتقدون ان المحكمة هي عصا غليظة يستطيعون من خلالها أن يلغوا حزب الله ويؤثروا في مساره وهم واهمون لأن المحكمة بالنسبة إليه ستكون كالعقصة الصغيرة مقابل الجبل الكبير الذي كان في عدوان تموز».