أعتبر كثرة الأخطاء التقديرية لحكام دوري زين السعودي، وتواصلها بشكل غير مقبول لدى أنصار الأندية وللمتابعين خلف شاشات التلفزة قمة الحرج لرئيس اللجنة عمر مهنا ونائبه إبراهيم العمر ولبقية الأعضاء الذين عملوا بشكل مميز خلال الفترة الماضية، واجتهدوا كثيراً في تعديل بعض الإعوجاجات الماضية، إلا أن مكافأتهم من الحكام جاءت مخيبة لطموحات وآمال اللجنة، ولمدى الشفافية والهدوء في تعاطيها مع وسائل الإعلام، ورغم هذا الحرج وهذا الإحباط الموقت، إلا أن بوادر عودة هيبة الحكم السعودي تظل حاضرة، ومن واقع قربي لأكثر من مسؤول في اللجنة ومن بعض الحكام هو ما دفعني إلى أن أرفض مقولة «ترحموا» على حال التحكيم السعودي، وأرى أن من واجب مسيري الأندية واللاعبين والمدربين مساعدة أطقم التحكيم للقيام بمهامهم في أجواء تنافسية فقط وليس كما نرى في كثير من المباريات أن الأجواء مشحونة لدرجة «تجبر» الحكم على اتخاذ قرارات لم يكن يريد تطبيقها، اعتبارات عدة، أثبتت الأيام أن تغيير رئيس اللجنة وبعض الأعضاء لم يكن العلاج «المؤثر» في تطوير أداء الحكام لدينا، وهنا أعيد مطالبي الماضية بأن نجاح التحكيم مرتبط بعوامل رئيسية أهمها مساعدة اللاعبين للحكم داخل ملعب المباراة من خلال التفرغ التام للعب، وليس كما نرى انتظار أي هفوة من الحكم لفتح نار الاحتجاج بطريقة قد «تستفز» الحكم وتؤثر بشكل مباشر في بقية القرارات، ومن العوامل الرئيسية التي يحتاجها حكامنا السعوديون هو نقدهم بشكل فيه بحث عن تطوير وتعديل بعض النواقص، وليس التشكيك في الذمم وفي المقومات كما نراه من غالبية رؤساء ومدربي الأندية للأسف، لذلك سأنتظر ومعي كثيرون أول عقوبة مشددة على أحد رؤساء الأندية، والذين خرجوا بتصاريح إعلامية خارجة عن روح المنافسة الرياضية. وقوفنا بجانب الحكم السعودي دوماً لن يمنعنا من نقده متى ما وقع في هفوة تقديرية أثناء المباراة، ولن يعيقنا أيضاً دعم التحكيم في أن «نوصل» عتبنا على المخضرمين منهم، وكيفية سهولة وقوعهم في هفوات تقديرية من الصعب تقبلها منهم، بالذات أن خبرتهم العريضة ميدانياً تسهل عليهم اتخاذ القرارات بشكل صحيح، وليس كما تابعنا من بعض الحكام، ويأتي الدولي عبدالرحمن العمري على رأس القائمة، بسقوطه في تقديرات غير صحيحة وتواصلها معه في جميع المباريات الموكلة له؟ أثق أن الحكم السعودي سيعود إلى المكانة التي عرفت عنه، وأصبح معها يقاسم اللاعبين والمدربين نجوميتهم داخل ملعب المباراة، ولو اجتهدت في تذكر الأسماء فسيسقط حتماً اسم أحد نجوم التحكيم السعودي السابقين، عمر مهنا أحد عمالقة التحكيم السعودي، لذلك الأمل كبير جداً في اللجنة الحالية بقيادته الهادئة لمواصلة العمل الجبار الذي تسير عليه حالياً، وعدم «التحسس» من أي نقد بنَّاء سيطاول اللجنة اليوم أو غداً، وتظل عملية «فلترة» ما يكتب ضد اللجنة أحد الأسباب التطويرية لعودة التحكيم السعودي إلى سابق عهده بإذن الله. صالح الداود [email protected]