أكد مصدر في الخطوط الجوية العراقية أن إيران تربط إعادة الطائرات التي هرّبتها بغداد إلى طهران إبان حرب الخليج، بدفع مصاريف استضافتها، على رغم أنها «كانت تستخدمها لتسيير رحلات طوال السنوات الماضية»، فيما رجح وزير النقل العراقي عامر عبدالجبار توقيع مذكرة تفاهم قريباً لتسوية الملف. وقال المصدر ل «الحياة» إن ملف الطائرات العالقة في إيرانوتونس لم تتم تسويته حتى الآن، بخلاف ملف الطائرات في الأردن الذي أغلق ببيعها، مشيراً إلى أن اللجنة المشتركة التي تم تشكيلها لهذا الغرض مازالت بانتظار تشكيل الحكومة لتقديم تقريرها في شأن الموضوع. وأكد أن «اللجنة مازالت مجمدة منذ أشهر، ولم تقدم تقريرها النهائي». وأوضح أن «اللجنة طرحت على الجانب التونسي مشروعاً لتسوية القضية بالشكل ذاته الذي تمت به التسوية مع الأردن، لكن تجميد عملها حال دون ذلك». ولفت إلى أن «المشكلة في قضية الطائرات الموجودة في إيران هي أن الحكومة الإيرانية استخدمتها في العمل طوال السنوات الماضية، ومع هذا فهي تطلب بمبالغ تعويض، رافضة إعادتها من دون الدفع». وكان العراق أنهى قبل شهور ملف الطائرات الموجودة في عمان بتفكيكها وإعادتها لبيعها خردة، لعدم صلاحيتها للعمل بسبب توقفها سنوات طويلة وتجاوزها العمر المحدد للطائرة الذي لا يتجاوز 26 عاماً، كما أحيلت العام الماضي آخر طائرة على التقاعد خلال الاحتفالات بذكرى بتأسيس الخطوط الجوية. من جهته، رجح وزير النقل عودة الخطوط الجوية العراقية إلى العمل في شكل أكثر فاعلية بعد حل المشكلات العالقة بين العراق والكويت ديبلوماسياً العام المقبل. وقال عبدالجبار لوسائل الإعلام أثناء حضوره ندوة أقامها «المعهد العراقي للإصلاح الاقتصادي» في بغداد وتناولت قطاع النقل، إن «الخطوط الجوية العراقية تعمل وتستمر في العمل، وستفتتح خطوطاً جديدة بمشاركة شركات عالمية». وأكد أن «ملف الطائرات العراقية القابعة في إيران سيتم إغلاقه بعد توقيع مذكرة تفاهم»، من دون أن يشير إلى طبيعة الاتفاق في شأن القضية او النقاط التي سيتضمنها التفاهم، لكن مصادر في الخطوط الجوية رجحت أن يتضمن التفاهم إعادة الطائرات وبيعها خردة لانتهاء عمرها الافتراضي أيضاً. وكان العراق أرسل قبل حرب الخليج الثانية العام 1991 عدداً من طائراته إلى تونسوإيران والأردن لتكون بمنأى عن غارات التحالف الدولي الذي قادته الولاياتالمتحدة لإنهاء الغزو العراقي للكويت، لكنه لم يتمكن من إعادة تلك الطائرات بسبب الحظر الدولي الذي فرضته الأممالمتحدة. وبعد اجتياح العراق في العام 2003، قررت الخطوط الجوية العراقية استئناف رحلاتها العالمية فسيّرت رحلتها الأولى إلى عمان في تشرين الأول (أكتوبر) 2004، تلاها تسيير رحلات إلى طهران والقاهرة والكويت وبيروت ودمشق ودبي واسطنبول. وتعاقدت لاحقاً مع شركة «بوينغ» على شراء 55 طائرة حديثة على أن تُسلَّم تباعاً خلال السنوات المقبلة. لكن الحكومة العراقية حلت الشركة في حزيران (يونيو) الماضي لإنهاء قضية التعويضات التي تطالب بها الخطوط الجوية الكويتية التي تسببت في احتجاز مدير الخطوط فلاح عبدالجبار في لندن في نيسان (أبريل) الماضي.