في سياق الجهود المتنوّعة لحماية البيئة في لبنان، بالترافق مع أجندات عالمية كتلك التي رُسِمت خطوطها قمة المناخ في كانكون - المكسيك أخيراً، نُظُمّت ورشة عمل في مركز «فورماتيك للتعليم والتدريب» في الجامعة اليسوعية أخيراً، تناولت تكنولوجيا المعلوماتية الخضراء. ورعت شركة مايكروسوفت وحزب الخضر اللبناني هذه الورشة، إضافة إلى الرعاية الرسمية التي قدّمتها وزارة البيئة. وحضرها عدد من مندوبي شركات تكنولوجيا المعلوماتية في الشركات العاملة في لبنان. هدفت الورشة إلى نشر الوعي لدى مستخدمي الوسائل التكنولوجية، بأهمية الحفاظ على البيئة عبر بذل جهود مثل تخفيف استخدام طاقة الكهرباء، والاقتصاد في طباعة الورق، وإغلاق أجهزة الكومبيوتر في حال عدم استخدامها، إضافة إلى العمل على دعم مشاريع تتعلق بالبيئة مثل إنشاء مكبّ للأدوات الإلكترونية. وفي لقاء مع «الحياة»، أوضح الخبير المعلوماتي شربل نخلة أن هذه النصائح ترمي الى التخفيف من استهلاك الطاقة، ما يؤدي الى تخفيف كمية الوقود المستخدمة في توليد هذه الطاقة، وتالياً تخفيف الغازات التي تنبعث من إحراق الوقود، مع ما يصاحبها من تلوّث. والمعلوم أن غازات التلوّث تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري التي تعتبر أساساً في الاضطراب الذي يعانيه المناخ. وأوضح نخلة أن لا قياس لبنانياً لانبعاث هذه الغازات، إضافة إلى عدم وجود أماكن تعنى بإعادة تدوير المُخلّفات الإلكترونية. وركّز نخلة على مخاطر الاحتباس الحراري، حاثّاً شركات التكنولوجيا على القيام بدور أكثر فاعلية في الحفاظ على البيئة، ومعتبراً ذلك جزءاً من المسؤولية الاجتماعية لهذه الشركات. وتحدث مندوب شركة مايكروسوفت رافضاً الكشف عن النسبة المئوية التي تخصصها الشركة لحماية البيئة. وكشف ليون سمرجيان الذي مثّل حزب الخضر اللبناني، عن ما أسماه «مشروع النهر الأخضر»، في إشارة الى نهر بيروت شبه الجاف، الذي تحول مكبّاً للنفايات. وقال: «أخذ حزب الخضر على عاتقه إعادة تشجير النهر، وإقامة جداول مائية، وساحات رياضية، وطريق مخصصة للدراجات الهوائية ولقطار كهربائي. وتنفيذ هذا المشروع سيكون على مرحلتين. تتضمن الأولى معالجة مياه النهر، وتشمل الثانية تطويراً عمرانياً للأرض المحاذية للنهر... وستكون هناك متنزهات، وحدائق عامة، ومواقف للسيارات، ومنصة مرتفعة للسوق، وشاطئ للمطاعم والمقاهي، ومجمّعات تجارية على امتداد واجهة النهر، تشاد خلفها أبنية سكنية، وخلف الأبنية السكنية ترتفع أبراج شاهقة. ستتحوّل منطقة نهر بيروت من منطقة موبوءة إلى منطقة سكون وجمال على مساحة مليوني متر مربع». وكشف سمرجيان أيضاً عن اقتراح يجري إعداده لتقديمه إلى الجهات المعنية، يقضي بإنشاء نيابة عامة بيئية، بهدف ملاحقة مجرمي البيئة، وطالب بتشكيل لواء أخضر يسهر على حماية البيئة. وأهدى «بنك البحر المتوسط» سيارة تعمل على الكهرباء إلى وزارة البيئة. وسرت في الورشة معلومات تفيد باستمرار التحضير لعقد مؤتمر واسع عن البيئة في العام المقبل. هل تنحصر التوعية بالندوات والمؤتمرات وورش العمل؟ أجاب نخلة عن هذا السؤال مشيراً إلى عدم كفاية الخطوات السالفة الذكر، ومؤكّداً الحاجة الى مبادرات متعددة، مع ضرورة مشاركة الدولة فيها. وقال: « أية حلول في وطن كانت نسبة المساحات الحرجية فيه 33 في المئة عند عقد الستينات من القرن الماضي، وقد أصبحت اليوم 12 في المئة، وهو يحتاج في السنوات الخمس المقبلة إلى أكثر من أربعين مليون غرسة جديدة لتعويض ما التهمته الحرائق وفؤوس الحطّابين، في غيبة الملاحقة والمحاسبة».