أفتى شيخ سلفي مغمور بإهدار دم المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي الذي يقود حملة في مصر للمطالبة بإصلاحيات سياسية، ما اعتبر قريبون من الأخير أنه يأتي «ضمن حملة منظمة ضده». وكانت صحف حكومية استأنفت حملة الهجوم على البرادعي لدى عودته إلى القاهرة قبل أسبوعين، وركزت على علاقته بجماعة «الإخوان المسلمين». وخرجت أمس فتوى على أحد المواقع الإسلامية بإهدار دم البرادعي، لأنه «يحض الناس على العصيان المدني، ويحاول منازعة الرئيس حسني مبارك حاكم البلاد الشرعي». وقال الشيخ محمود عامر في فتواه التي نشرها على موقع جمعية «أنصار السنة المحمدية» السلفية المعروفة، تحت عنوان «حكم الشريعة في تصريحات البرادعي الأخيرة»، إن «الرئيس مبارك هو حاكم البلاد الشرعي، ومنازعته لا تجوز شرعاً وعقلاً وواقعاً، فمن جاءنا يريد أن يفرق جمعنا في مصر، فالحديث واضح: اقتلوه كائناً من كان». وأورد عامر مقتطفات من تصريحات للبرادعي لوح فيها باللجوء إلى العصيان المدني، معتبراً أنها «دعوة صريحة إلى مواجهة ولاة الأمر، ما يؤدي في النهاية إلى زعزعة الأمن وسفك الدماء... والمتأمل لتصريحات البرادعي يجد فيها الحض والعزم على شق عصا الناس في مصر الذين هم تحت ولاية حاكم مسلم متغلب وصاحب شوكة تمكنه من إدارة البلاد، وأيًّاً كان حاله في نظر بعض الناس، فهو الحاكم الذي يجب السمع والطاعة له في المعروف وبالتالي لا يجوز لمثل البرادعي وغيره أن يصرح بما ذكر، ولذا فعليه أن يعلن توبته مما قال وإلا جاز لولي الأمر أن يسجنه أو يقتله درءاً لفتنته حتى لا يستفحل الأمر». وكانت مجلة «المصور» الحكومية نشرت على غلافها الأربعاء الماضي صورة للبرادعي بزي الأمين العام ل «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، كتبت تحتها «آية الإخوان العظمى محمد مصطفى البرادعي»، وخصصت 8 صفحات للهجوم عليه. أما جريدة «الجمهورية»، فأفردت الصفحة الأولى من عددها الأسبوعي لانتقاد زيارة البرادعي لمحافظة المنيا مطلع الأسبوع الماضي، وكتب رئيس التحرير افتتاحية عنوانها: «تحالف الإخوان والأقباط ومؤامرة المنيا». لكن منسق حملة دعم البرادعي الناشط مصطفى النجار قلل من أهمية هذا الهجوم، مؤكداً أنه «لا يؤثر في نشاطنا، ولا في شعبية البرادعي، خصوصاً أنه يأتي من صحف ورجال فقدوا صدقيتهم لما هو معروف عنهم من ولائهم للنظام». وطالب بمحاكمة صاحب فتوى إهدار دم البرادعي، «خصوصاً أنه يدعو إلى القتل والعنف لمجرد الاختلاف السياسي». واعتبر الفتوى «نوعاً من المزايدات للتقرب من النظام». وأشار إلى أن البرادعي سيلتقي مطلع الشهر المقبل مجموعة من الناشطين في النوبة، لافتاً إلى ترتيبات للقاء يجمعه وعدداً من ممثلي قوى المعارضة، بما في ذلك حزب «الوفد».