القاهرة - ا ف ب - حمّل الرئيس حسني مبارك امس اسرائيل مسؤولية توقف مفاوضات السلام، داعياً المجتمع الدولي، خصوصاً الولاياتالمتحدة، الى تحرك «جاد وفاعل». وقال في كلمة امام البرلمان لمناسبة بدء الدورة البرلمانية الجديدة: «نعي مخاطر المأزق الراهن للقضية الفلسطينية وقضية السلام، ونحذر من تداعيات تعنت ومواقف وسياسات اسرائيل على استقرار الشرق الاوسط والعالم». واضاف: «اقول ان على اسرائيل ان تتحمل مسؤولية توقف المفاوضات، وان عليها ان تعلم ان امن شعبها يحققه السلام وليس السلاح او الاحتلال». واعتبر ان «التحرك الدولي لا يرقى حتى الآن لجسامة هذه التداعيات والمخاطر». واضاف: «اقول ان على الولاياتالمتحدة وباقي اطراف الرباعية الدولية ان تتحمل مسؤوليتها على نحو جاد وفاعل للخروج من المأزق الراهن». الجامعة العربية الى ذلك، رحب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى باعتراف بوليفيا بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، معرباً عن تقديره لهذا الموقف الذي أعلنه الرئيس البوليفي ايفور موراليس. في المقابل، انتقد الأمين العام للجامعة تبني مجلس النواب الأميركي قراراً يدين إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة من جانب واحد أو الاعتراف بها خارج اتفاق تفاوضي. وقال موسى في بيان أمس: «كان من الأجدر أن يتدخل الكونغرس لوقف عمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والتي تلحق أشد الضرر بجهود الرئيس باراك أوباما والمجتمع الدولي لإقرار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وأضاف أن مثل هذا القرار من شأنه أن يوفر الغطاء للانتهاكات الإسرائيلية المتمادية للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كما أنه يدعم التوجهات الإسرائيلية المتطرفة والمدمرة لكل الجهود المبذولة لإحياء العملية التفاوضية على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي. ودعا الدول الصديقة والحريصة على تحقيق تقدم حقيقي وملموس لعملية المفاوضات إلى الإسراع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. في غضون ذلك، أطلع رئيس مكتب الأمين العام للجامعة السفير هشام يوسف أمس رؤساء وأعضاء البعثات الأجنبية المعتمدين في القاهرة على نتائج اجتماعات لجنة مبادرة السلام العربية التي عقدت الأربعاء الماضي. وقال إنه تم إبلاغ السفراء ورؤساء البعثات الأجنبية في القاهرة بنتائج اجتماعات لجنة مبادرة السلام وما تمخضت عنه من موقف عربي داعم للسلطة الفلسطينية بعدم استئناف المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي من دون وقف بناء المستوطنات في الأراضى الفلسطينيةالمحتلةوالقدسالشرقية. وأشار إلى أن السفراء الأجانب ورؤساء البعثات الأجنبية كانت لديهم رغبة في التعرف الى تفاصيل الموقف العربي، والخطوات المقبلة من أجل العمل على إحياء جهود عملية السلام. من ناحية أخرى، دانت الجامعة العربية «جريمة» اغتيال خمسة مواطنين قرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مشددة على أن التصعيد الإسرائيلي يأتي نتيجة الصمت الدولي على انتهاكات سلطات الاحتلال. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح إن «ما جرى جريمة نكراء تضاف إلى سجل إسرائيلي دموي أسود، ضحاياه من المدنيين العزل». وأضاف أن «القصف الإسرائيلي الأعمى، والقتل خارج نطاق القضاء، جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، وما حصل في دير البلح قتل بدم بارد، والمقلق أن قصف الطائرات الإسرائيلية يطاول تجمعات مكتظة للمدنيين»، مطالباً المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري «لوقف الإرهاب الإسرائيلي» وفك الحصار الإسرائيلي الجائر عن غزة.