منذ حصول عبدالعزيز الشارخ على جائزة أفضل ممثل سعودي في مهرجان جدة السينمائي 2007 عن دور البطولة في فيلم «توهان»، ومن ثم لعبه دوراً «مفصلياً» في مسلسل «أسوار2»، وهو «عاطل» فنياً فالأفلام السينمائية التجارية نادرة ومحصورة في الكوميديا، والمسلسلات التلفزيونية تذهب الأدوار الرئيسية فيها للمشاهير وغير الرئيسية للأرخص سعراً. وما زاد الأمور إحباطاً هو حذف 20 مشهداً للشارخ من مسلسل «أسوار 2» في عمليات المونتاج، وكتابة اسمه في تتر النهاية وليس المقدمة، ووضع ترتيبه عاشراً. واعتبر متابعون أن التعامل مع أفضل ممثل سينمائي بهذه الطريقة «المجحفة» يدل على أن الدراما التلفزيونية تدار بشكل تجاري بحت، تنتفي فيه أخلاقيات المهنة وتصادر أولوياتها. مستغربين ألا يتم استغلال الممثل الحائز على الجائزة في رفع أسهم المسلسل، ودعمه كموهبة سعودية في وقت يتذمر المنتجون من شح المواهب «المحلية»، وهو ما يضطرهم إلى الإستعانة بممثلين من دول الجوار. ويرى المخرج ماجد الربيعان الذي له اليد الطولى في اكتشاف عبدالعزيز الشارخ «أنه ممثل بالفطرة ولديه الفرصة أن يصبح اسماً لامعاً في الفن السعودي لو حظي ببعض الإهتمام والقليل القليل من الإنصاف والرعاية». ويضيف: «أحياناً أشك أنه يمثل، إنه يؤدي الدور بشكل صادق تماماً، وكأنه حقيقي». هذه التلقائية في الأداء، دفعت خالد الطخيم رئيس لجنة التحكيم في مهرجان جدة السينمائي وبقية فريقه إلى الإنتباه للشارخ ووضعه في نقطة التركيز، حتى انتهى به الأمر فائزاً باللقب عن أول عمل فني له. يقول الطخيم: «الشارخ ممثل شبه مكتمل، يحتاج فقط إلى الوقوف أمام الكاميرا مرّات ومرّات، حتى تصبح مواقع التصوير جزءاً من تفاصيل حياته». ويستطرد: «لقد وضعته نصب عيني وسيكون أحد أبطال عملي القادم، فأنا مصرّ على إعادة اكتشافه تلفزيونياً». لكن الشارخ على رغم هذا الثناء الجم الذي يناله من الإخراج، لا يجد عملاً واحداً يؤديه، فشركة «الصدف» التي وقعت معه عقداً طويل الأجل تقدم له عروض التمثيل في النهار وتتراجع عنها ليلاً. فقد عرضت عليه أداء دور ضابط التحقيق في مسلسل «أيام السراب» وبعد أن وقع العقد وحفظ مشاهده التي سيؤديها (168 مشهداً) تم الإستغناء عنه واستبعاده من العمل برسالة جوال من دون ذكر الأسباب. ثم قُدم له عرض لأداء أربعة مشاهد في مسلسل «بيني وبينك 3» وبعد 24 ساعة من تقديم العرض أبلغه مدير الإنتاج خالد منقاح أنهم وجدوا ممثلاً غيره، ووعده بالبحث عن دورٍ ثانٍ له في المسلسل. وفي الوقت الذي يتحدث فيه الممثل حسن عسيري عن دعم الممثلين السعوديين الشباب فإنه لا يجسد ذلك على أرض الواقع، وبحسب حديث «ممثل مؤثر» مع «الحياة» (فضل عدم ذكر اسمه لارتباطه بأعمال مع شركة الصدف) فإن «حسن يبحث عن الممثل الذي يقبل بأجر زهيد، وإنه لا يختلف في شرعه الفائز بجائزة أفضل ممثل عن الفائز بجائزة أسوأ ممثل، المهم عنده أيهما سيكون أقل سعراً». وقدم الممثل نفسه نصيحة للشارخ بالابتعاد عن حسن عسيري «إن كان يريد أن يتقدم في عالم التمثيل». ويبرر عسيري عدم عنايته بأفضل ممثل سينمائي في حديث مع «الحياة» بقوله: «الشارخ يريد أن يصبح فناناً من دون أن يتفرغ للعمل، وهذا أمر مستحيل»، وهو ما يعلق عليه الشارخ قائلاً: «لا يمكنني التفريط في وظيفة قضيت فيها ستة أعوام من عمري وبراتب شهري كبير، من أجل الظهور في أربعة مشاهد، أو حتى بطولة مسلسل كامل بمبلغ يعادل ما أتقاضاه من عملي في ثلاثة أيام فقط». وأضاف: «صحيح أنني أحب التمثيل وأتمنى أن أستمر فيه، لكن هذا لا يعني أن أتخلى عن وظيفتي، ربما أفعل ذلك مستقبلاً حين أثبت قدميّ وأقدم ثلاثة أعمال سنوياً على الأقل، أما الآن فأنا أفضل أن أكون هاوياً، أريد أن يكون خط الرجعة في هذه المرحلة بالذات ممهداً، فلا أحد يضمن عدم حدوث تعثر في المستقبل القريب».