تفاقم الخلاف بين زعيم «التيار الصدري» في العراق مقتدى الصدر وجماعة «عصائب أهل الحق» المنشقة عن التيار، واتهمها ب«إثارة الفتنة الطائفية وتشويه سمعته». إلى ذلك، أكدت الأممالمتحدة فرار آلاف المسيحيين العراقيين من بلدهم، بعد مجزرة كنيسة في بغداد في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ولامت السويد لإجبارها لاجئين عراقيين، بينهم مسيحيون، على العودة إلى بغداد. ودان الصدر في بيان شديد اللهجة المجموعة التي يقودها الشيخ قيس الخزعلي، الذي كان ساعده الأيمن حتى نهاية 2005. وقال الصدر رداً على استفسار قدمه إليه أحد اتباعه: «لا أسمح لمن أثاروا الفتنة الطائفية وشوهوا سمعة الصدريين وقتلوا العراقيين بدم بارد حتى قتلوا المئات من أجل واحد، لا أسمح لهم بالانخراط بالسياسة ليتسلطوا على رقاب المؤمنين والعراقيين ودمائهم وأموالهم، فقد سرقوا وقتلوا». جاء رد فعل الصدر رداً على نشر العصائب معلومات عن لقاء مرتقب بين وفد شكله في إيران والخزعلي لترتيب دخول الجماعة العملية السياسية. واعتبر الصدر أن «هذه الأكاذيب إما تريد تسقيطي أمام المحبين وأمام المجتمع العراقي بعدما أرادوا شراءكم بأموال الخارج وسلاح الباطل، وإما هدفها الانخراط بالعملية السياسية التي كانوا وما زالوا يعشقونها». وكان الصدر طالب الحكومة في بيان سابق ب «مطاردة عصابات» تتخذ حي الرحمة العشوائي في النجف مقراً. وقال إن «هؤلاء لا يمتون إليّ بصلة، بل أن بعضهم من المنشقين الذين يناصبونا العداء، وأكثر من فيه عبدة للمال». وكانت تداعيات الحرب الأهلية التي وقعت بين 2006 و2008 كشفت نشاط «عصائب أهل الحق» التي اتهمها بيان الصدر بقتل «مئة مقابل واحد»، في إشارة إلى شعار «رأس مئة سُنّي مقابل شيعي واحد» الذي رفعه زعيمها «أبو درع» في تلك المرحلة. وكان الصدر أعلن براءته من «أبو درع» واتهم منشقين عنه بممارسة أعمال قتل. وشهدت مدينة الصدر منذ ذلك الحين توتراًَ شديداً بين أتباع الجانبين تزايدت بعدما نجحت العصائب خلال العامين الماضيين في إطلاق كبار قادتها المعتقلين وعدد من قادة «التيار الصدري» من المعتقلات الأميركية، اثر صفقة رعتها الحكومة تنص على تسليم خمسة مخطوفين بريطانيين منذ عام 2007 أو جثثهم مقابل إطلاق قادة المجموعة. على صعيد آخر، أكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن آلاف العراقيين المسيحيين فروا بعد مجزرة كنيسة سيدة النجاة في تشرين الأول الماضي التي أسفرت عن سقوط مئة شخص بين قتيل وجريح على يد مسلحين تابعين لتنظيم «القاعدة». وقالت الناطقة باسم المفوضية ميليسا فليمنغ في مؤتمر صحافي إن «المسيحيين في بغداد والموصل بدأوا عملية نزوح بطيئة، لكن منتظمة، منذ حادثة كنيسة سيدة النجاة». وأضافت: «أبلغتنا مكاتبنا في سورية والأردن ولبنان أن عدداً متزايداً من المسيحيين العراقيين يصلون إلى تلك الدول ويتصلون بالمفوضية لتسجيل أسمائهم للهجرة والحصول على المساعدة». ولفتت إلى تلقي المنظمة الدولية «إشارات من كنائس ومنظمات أهلية تتوقع فرار المزيد». ودعت فليمنغ الدول المضيفة الى عدم ترحيل الساعين للحصول على الحماية. كما أعربت عن دهشتها لقيام السويد بإعادة عراقيين، بينهم خمسة مسيحيين، الى بغداد هذا الأسبوع. وقالت إن «المفوضية تعرب عن دهشتها لترحيل السويد في 15 كانون الأول (ديسمبر) مجموعة من نحو 20 عراقياً على العودة الى بغداد، ومن بينهم خمسة مسيحيين». وأضافت أن المفوضية «تدعو مرة أخرى الدول الى الامتناع عن ترحيل عراقيين يتحدرون من أكثر المناطق خطراً». وتعرض المسيحيون العراقيون لأعمال عنف وقتل منهم المئات وهوجمت كنائسهم منذ الغزو الأميركي ذلك البلد في 2003 حين كان يعيش بين 800 ألف و1,5 مليون منهم في العراق. إلا أن عددهم انخفض في شكل كبير الى نحو نصف مليون بعد أن هاجر الآلاف منهم الى خارج البلاد فراراً من العنف.