المتة والشاي مشروبان يُستهلكان بكثرة نظراً الى ما يتمتعان به من فوائد صحية. صحيح أن المشروبين الذائعي الصيت يتشابهان كثيراً في المضمون والفعل، ولكن هناك بعض الفروقات، وفي ما يأتي نشير إلى أوجه التشابه والفروقات: - يعود أصل المتة الى أميركا اللاتينية، وتحديداً جبال باراغواي والأورغواي والبرازيل والأرجنتين، واسم المتة مشتق من لغة قديمة كانت متداولة في البيرو. أما منشأ الشاي فبلاد الصين والهند خصوصاً المناطق الجبلية الفاصلة بين البلدين، وجاء اسم الشاي من كلمة «شا» التي تطلق على نبتة في اللغة الصينية القديمة. - إن مادة الكافيئين في المتة تشكل حوالى 1 الى 1.5 في المئة من الأوراق الجافة، في حين أن نسبتها في الشاي تصل إلى 3 في المئة، ويرجع انخفاض مادة الكافيئين في المتة إلى سببين: الأول هو أن عملية تجفيف الأوراق تدوم فترات أطول، والثاني هو احتواء المتة على مطحون الأغصان إلى جانب الأوراق. وتعتبر مادة الكافيئين من المواد المنبهة والمنشطة للجسم شرط ان تؤخذ باعتدال، أما في حال استهلاكها بكميات مفرطة فإنها تتحول مادة مضرة تسبب الكثير من المضاعفات من بينها عسر الهضم والإمساك والرجفان وتسارع دقات القلب والخفقان وارتفاع ضغط الدم وغيرها. - المتة والشاي يحتويان على الفيتامين سي، ولكن المتة أفقر بالفيتامين سي من الشاي، وكما هو معروف فإن هذا الفيتامين مهم جداً لدعم دفاعات الجسم خصوصاً في أيام البرد. ويوجد في الشاي والمتة مجموعة أخرى من الفيتامينات من أهمها البياكاروتين، وفيتامينات المجموعة ب، والفيتامين ي. - المتة أغنى بمضادات الأكسدة من الشاي، فالأولى تضم حوالى 200 من المركبات والزيوت الطيارة في مقابل 145 للشاي، وهذه المواد هي التي تعطي النكهة المميزة لكليهما، كما أنها تعزز فاعلية المتة والشاي المضادة للأكسدة. وكما هو معروف فإن مضادات الأكسدة تعتبر حصان طروادة في الجسم من أجل مناهضة الجذور الكيماوية الحرة التي تبيت الشر لكل خلية من الخلايا مثيرة جملة من الأمراض الخطيرة. - إن مركبات التانين في الشاي أعلى بكثير منها في المتة، وتلعب هذه المركبات دوراً في منع امتصاص عنصر الحديد من النباتات مثل الفاصولياء والخضروات الورقية الخضراء والمكسرات، في حين أنها لا تؤثر على امتصاص الحديد الموجود في اللحوم. وكلما كان لون الشاي غامقاً أو (ثقيلاً) كما يقال في العامية، احتوى على كمية أعلى من التانين، من هنا ينصح بشرب الشاي بعيداً من وجبات الطعام لئلا يتعرقل امتصاص الحديد من الطعام. وتتمتع مركبات التانين بخاصية أخرى مهمة للغاية أثبتها علماء من اليابان، إذ تستطيع هذه أن تتحد مع مادة السترونيتيوم 10 المسرطنة، لتشكل معقداً تعجز القناة الهضمية عن امتصاصه، والمادة المذكورة تسبب سرطان العظام، وتنتج من التفجيرات الذرية، ويمكن أن توجد في الأطعمة الملوثة.