أكد القائم بالأعمال السعودي لدى لبنان وليد بخاري، أن «الإمام المغيب السيد موسى الصدر، أحب العرب جميعاً وعمل على التقارب بينهم وخدمة قضاياهم، وكانت صداقته مع المرحوم الملك فيصل والمرحوم الملك عبدالله، والملوك كافة وعلاقته مع العرب تصب لمصلحة حبه لوطنه لبنان وشاهد على أخلاصه لوطنه». ولفت بخاري في الملتقى الثقافي الثالث خلال ندوة بعنوان الإمام الصدر «نهج الاعتدال» أقيمت في دارة السفير السعودي في اليرزة، الى «أن نظرة الإمام للمسلمين كانت نظرة وحدوية ترتقي بالإسلام الى مصافي الوحدة والحضارة، وهو سعى في حركته لتلاقي المسلمين وليس للفرقة، وذلك انسجاماً مع نهجه، القائم اليوم والمستمر من خلال المؤمنين به والمؤتمنين عليه وبخاصة من خلال السيدة رباب الصدر (شرف الدين) التي تنشر دوماً روح الإمام وفكره المعتدل». وتحدث البخاري عن الإمام الصدر رجل الدين والإنسان. مستذكراً مواقفه مع اندلاع الحرب اللبنانية في 13 نيسان (أبريل) 1975. وقال بخاري: «هذا الإمام المغيب الذي نجتمع على فكره واعتداله، أردنا أن نلتقي من أجله في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى الحرب اللبنانية المشؤومة لنتذكر جميعاً كيف بذل الجهد والدمع منادياً بأعلى الصوت في محرابه وعلى كل المنابر لا تتقاتلوا، تعالوا إلى كلمة سواء. وحرص دائماً على لبنان الواحد، منادياً بإقامة دولة الإنسان». واعتبر «المذاهب والطوائف مصدر غنى للأديان، وان اللبنانيين مواطنين في وطن، لا مواطنين في مذاهب وطوائف». من جهته، لفت وزير الثقافة غطاس خوري إلى أن «الإمام المغيَّب موسى الصدر تبنى نهجاً يُقتدى به ويجمع بين المسلمين والمسيحيين»، مؤكداً أن «الوطنية هي التي ننظر إليها ونتمنى أن تعيد نهج الاعتدال لا التطرف والكلمة التي تجمع لا تفرق». وأعرب خوري عن سعادته ل «تبني السفارة السعودية في لبنان هذا الاحتفال الثقافي الجامع لنهج الإمام الصدر، نهج الوساطة والاعتدال». وشارك في «اللقاء التضامني» النائب أيوب حميد ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ووزير الداخلية نهاد المشنوق، وديبلوماسيون عرب، ورجال دين من الطائفتين الشيعية والسنية، ونخبة من الشخصيات السياسية من مختلف الاتجاهات والفكرية ومن عايشوا مرحلة الإمام الصدر منذ ظهوره على الساحة الوطنية وحتى تغييبه ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في عام 1978. وأُلقيت في اللقاء الى جانب القائم بالأعمال السعودي والوزير خوري كلمات عدة، كما ارتجلت السيدة رباب الصدر كلمة في المناسبة ذكَّرت فيها ببعض محطات الإمام الصدر، وفكره القائم على الاعتدال والحوار، وقالت: «إن الإمام كان يعيش هم الإنسان في شكل عام، حتى في العالم كله، وكان همه جمع شمل اللبنانيين بعامة والمسلمين بخاصة. وقد كتب ذات يوم رسالة الى المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد قال له فيها: لقد آن الأوان لنوحد مواقفنا الشرعية والدينية ونحن مقبلون على شهر رمضان وعلينا أن نوحد رؤيتنا للهلال، ونوحد صيامنا وعيدنا، وهذه الرسالة موجودة معي. وهناك نموذج آخر عندما تعذر تشكيل الحكومة لمدة سبعة أشهر حيث اعتصم في جامع الصفا لمدة 12 يوماً...». وانتهى اللقاء بتقديم دروع تكريمية للمشاركين. ويأتي اللقاء التضامني ضمن سلسلة لقاءات تسعى السفارة السعودية في لبنان الى تنظيمها وتكرّم في كل مرّة شخصية وطنية تنتمي لطائفة معينة كانت لها بصمات كبيرة محلياً وخارجياً، مثل جبران خليل جبران، الإمام محمد مهدي شمس الدين، مارون عبود وغسان تويني.