حذر رئيس لجنة التنمية في الأحساء الدكتور خالد الحليبي، من ممارسة «الديكتاتورية والتسلط» في العمل التطوعي، «حتى لا يتم خنقه في إدارات مهيمنة». وأشار خلال الإعلان عن الفرق الفائزة بجائزة «العمل التطوعي»، التي أطلقتها جمعية «جود الخيرية النسائية» في الدمام، مساء أول من أمس، إلى «استغلال العمل التطوعي في أمور وأغراض تتنافى مع الأهداف السليمة والمبادئ التي يسير عليها العمل التطوعي»، مؤكداً أهمية «حماية العمل التطوعي السوي، لزيادة التقدم في البلاد، فكلما تقدم العمل التطوعي، كلما تقدمت البلاد في نهضتها في المجالات كافة. فأرقامنا في العمل التطوعي لا زالت متدنية، بخلاف العالم الغربي، الذي يسجل أرقاماً قياسية، ونسبا عالية في هذا المجال». وكشف الحليبي، خلال كلمته التي ألقاها في حضور حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف، عن نتائج استطلاع أجراه على موقع إلكتروني، حول العمل التطوعي، ومدى الالتحاق فيه، إذ تبين أن «ثمانية في المئة يقولون انهم لا يفضلون العمل التطوعي، و56 في المئة، يفضلونه دائماً، و36 في المئة «أحياناً». واعتبر أن «التطوير والتغيير نحو الأحسن يتطلب الشراكة المستمرة، وتقديم العمل الخيري الجماعي، لتوسيع دائرة التنمية المجتمعية، والنهوض في البلاد. ولا بد من تعميق مفهومه بين الناشئة، لأن المفهوم جديد علينا. والتدريب والتأهيل لمن يقوم على هذه الأعمال، أمر لا بد من تحقيقه، لتقديم أعمال متقنة»، مطالباً ب «انطلاق جمعيات خيرية يقتصر عملها ونشاطها على العمل التطوعي بأشكاله كافة، ولنبدأ في توفير أقسام داخل المؤسسات، تختص في العمل التطوعي، لنشر المفهوم، وتوطيد ثقافته». وأكد على «فتح مجال العمل التطوعي من دون تساهل، واحترام الطاقات المبدعة، وإقامة مشروعات تطوعية كاملة، وتحفيز المجتمع لتنفيذ حملات واسعة، لإبراز قيمة التطوع»، مشدداً على «إدخال منهج التطوع في مدارس التعليم العام، وتخصيص حصص دراسية له، وتقييم دراسي مُعتمد»، داعياً إلى «دعم المتطوعين بأجر مادي، لتحفيزهم، حتى لو بأجر زهيد، حتى لا يصبح التطوع عبئاً». وأكد أهمية «الشراكة بين المؤسسات في العمل التطوعي، وتشجيع الأفكار الإبداعية الجديدة، وتوفير متطلبات العمل، وبناء علاقات وأواصر. والأهم أن تكون البرامج الكبرى برعاية كبار المسؤولين، لتعزيز العمل التطوعي، الذي يعتبر ركيزة أساسية في حل تراكم الديون البشرية (البطالة)». وتوجت الفرق الفائزة خلال الحفلة، وهي: فريق نادي الشرقية بالمركز الأول، وفريقا «أبعاد» و»عيش شبابي» بالثاني. أما المركز الثالث، فكان من نصيب فريقي «خليك غير» و»لنسعدهم»، وهو فريق نسائي مختص في تنظيف المساجد ودورات المياه. وقدم الشيخ سلمان العودة، مداخلة مرئية خلال الحفلة، قائلاً: «إن المرأة أكثر حرصاً من الرجل على النظافة والتنظيم. علماً بأن دورها في العمل التطوعي في منطقة الخليج العربي، أقل من الدول الأخرى، لصعوبة دخولها إلى أماكن يمكن التطوع فيها، ووجود ثقافة تحتاج إلى تصحيح». وهنأت مديرة مجلس إدارة الجمعية منيرة السليم، الفرق الفائزة، موضحة حاجة الشباب إلى تلك الفرق «لشغل وقت فراغهم». فيما أوضحت مديرة الجمعية منيرة الحربي، أهمية العمل التطوعي باعتباره «شريان التكاتف في إعداد جيل شبابي واع»، مؤكدة حاجة الشباب المتطوعين إلى «التنظيم». وقالت: «عملت الجمعية جاهدة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، على تنظيم فرق العمل التطوعي». وأشار المدير العام للشؤون الاجتماعية في الشرقية سعيد الغامدي، في كلمته، إلى ما وصلت إليه الجمعيات الخيرية، من «تقدم، بعد انحسار دورها في تقديم المساعدات المالية، لكنها تسعى حالياً، إلى تحقيق أهداف تنموية، وتشجيع العمل التطوعي، وضم الفرق الشبابية كافة، وتسليط الضوء على أعمالها».