أعلنت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عن طرح مسودة مشروع «نظام حقوق كبار السن» أمس (الأربعاء) عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وذلك بعد يومين من تحريرها مسناً احتجزه أبناؤه في غرفة وأغلقوا عليه الباب بالسلاسل وبمساعدة الجهات المختصة. ودعت الوزارة المهتمين وذوي الخبرة في الشأن الاجتماعي إلى المشاركة في تحسين المشروع «نظام حقوق كبار السن» قبل 21 رجب 1438 ه، موضحة بإن النظام يشمل كل شخص ذكر أو أنثى بلغ الستين سنة أو ظهرت عليه علامات الشيخوخة المبكرة. وأضافت أن «النظام يمنح كبير السن اختيار جهة الرعاية التي تقوم برعايته في حال تعذر عليه الاستقلال بنفسه، ولا يحق معاملته بعكس ذلك إلا بأمر من المحكمة المختصة» مشيرة إلى أن «النظام يسمح لكبير السن باستقلاليته، والحق في التصرف في نفسه، وماله، ومن يعول». وأكدت التنمية الاجتماعية أن «الأسرة هي جهة الرعاية الأولى لكبير السن في حال عجزه عن القيام بشؤونه، وفي حال عجز الأسرة تقوم الجهات المختصة بالرعاية بإيوائه». وأشارت إلى أن من أهداف المشروع: تعزيز مكانة كبار السن، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وحماية حقوقهم والحفاظ عليها، والعمل على رعايتهم رعاية أسرية ومجتمعية، إضافة إلى إشراك الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأهلي في تقديم البرامج والخدمات لهم. وقال الناطق الرسمي للوزارة خالد أبا الخيل في مقابلة تلفزيونية يوم تحرير المسن الذي قيده أبنائه إن «المسن وجد في حال صحية صعبة جداً»، مشيراً إلى أنه لا يتحدث كثيراً ويبدو أن لديه مشكلة نفسية بسبب المكان الذي وضع فيه، لافتاً إلى أن «شرطة مكةالمكرمة ألقت القبض على أحد أبنائه وعمره 37 سنة، وأحيل على جهة الاختصاص». وضج «تويتر» بتغريدات مستنكرة لجريمة احتجاز الأب في جدة، إذ أظهر فيديو متداول في وسم «أبناء يحتجزون والدهم بالسلاسل» حال الوالد وهو محتجز في غرفة يوجد بها حمام فقط، وأغلق عليه الباب بالسلاسل، من دون توافر كميات كافية من الطعام، وتركه أولاده من دون زيارة فترات طويلة، ووفق الجيران أن الأب حاول الاستنجاد بهم، طالباً منهم طعام. وفي الوسم الذي أصبح الأعلى قراءة (ترند) خلال ساعات، كتبت المغردة سحاب: «كثيرون على قيد الحياة، قليلون على قيد الإنسانية»، ودوّن آخر «يجب محاكمة هؤلاء الشرذمة والتشهير بهم». وغرد آخر: «من أبشع حالات العقوق؛ أبناء يحتجزون والدهم بالسلاسل الحديدية، وحرمانه من الطعام، ليتركوه فريسة سهلة للمرض والجوع والألم». وارتفعت حالات العقوق في الفترة الأخيرة، أو ربما بدأت تظهر أكثر مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرزها حادثة قتل الأم هيلة العريني من أبنيها التوأم عام 2016، وأوضحت الأخصائية النفسية الدكتورة سهير فهد أن «حادثة قتل هيلة أيقظت المجتمع على بر الوالدين، وغياب التربية السليمة، وغياب وعي الأهل، إضافة إلى عدم المعرفة التامة بالأضرار الناجمة عن عدم احترام الوالدين وضياع هويتهما خارج إطار المنزل». وأضافت العريني أن «المجتمع السعودي يعيش تقلبات جديدة حول بر الوالدين والمخاوف من التأثيرات الخارجية في الأبناء»، مؤكدة استحداث «خطط جديدة مع وزارت معينة لتغيير الفكر السلبي والطاقات السلبية وتحويلها إلى فكر إيجابي». وفي عام 2014، أقدم شاب (في العقد الثاني) على قتل والده الستيني، في محافظة ينبع، وذلك بضربه مرات عدة على رأسه بمنفضة سجائر كبيرة بعدما خٌيّل له أنه «أحد الشياطين»، يذكر أن الجاني (29 سنة) ويعمل في أحد الفنادق الكبرى في ينبع، ويعاني من اضطرابات نفسية توحي له وفق وصفه أن والده أحد الشياطين. ونفت مصادر «الحياة» حينها أن يكون الخلاف بين الجاني ووالده المغدور من أجل المال، موضحة أن الشاب القاتل يستقل سيارة فارهة ومعروف عنه أنه «انطوائي».