فيما استقبلت محاكم المملكة منذ بداية العام الحالي 1481 قضية إيذاء وعقوق أحد الوالدين، تمكنت الجهات المختصة من تحديد مكان مسن ظهر بمقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض للتعنيف بالحبس في غرفة مغلقة بالسلاسل بحي الوزيرية في جدة، في الوقت نفسه تفاعل مغردون مع الواقعة من خلال هاشتاق #ابناء_يحتجزون_والدهم_بالسلاسل. تحديد مكان الضحية كشف المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل ل«الوطن» أن «الجهات الأمنية والشؤون الاجتماعية والهلال الأحمر حددوا مكان المسن الذي ظهر بمقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تعرض للتعنيف بالحبس في غرفة، حيث تم فتح باب الغرفة المحبوس بها، والتي كانت مغلقة بسلاسل، وعلى نافذتها شبك حديدي، وتم تقديم العناية الصحية الأولية للمسن، ومن ثم نقل إلى المستشفى، حيث كان بحاجة لعناية طبية»، مشيرا إلى أنه لم يتم التوصل لجنسية المسن، حيث ستتولى الجهات الأمنية معرفة أسباب وجوده داخل الموقع والمتسبب في ذلك. وأضاف المتحدث باسم الشؤون الصحية بجدة عبدالله الغامدي أن «المسن وصل إلى مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة عن طريق الجهات المختصة، وهو من جنسية عربية، وعمره 68 عاما، ويعاني من جفاف عام، وخرف، وإعياء شديد، وهو حاليا محل العناية والاهتمام، وتقدم له الرعاية الصحية والطبية اللازمة». زيارة ليلية قال ناصر السبيعي -أحد سكان الحي الذي وجد فيه المسن- ل«الوطن» إن «المسن عثر عليه عدد من سكان الحي منذ أكثر من 3 أسابيع، فحاولوا التواصل معه عبر سياج حديدي لنافذة الغرفة المتواجد بها، وكان يتحدث بصوت منخفض ويعاني من إعياء شديد، ولا يستطيع الحركة، وطلب الرجل طعاما، ولكن السياج الحديدي أعاق السكان عن إدخاله له». وأضاف أن «أبناء المسن حضروا إلى المكان، فطلب منهم سكان الحي فك سلاسل الغرفة، وإخراجه، فرفضوا وقالوا إنه يعاني من الخرف، وخوفا عليه من الضياع في الشوارع أغلقوا باب الغرفة الحديدي بسلاسل». وأبان السبيعي أنه زار المكان أمس، وحاول التواصل مع المسن الذي كان يجلس على سرير حديدي في غرفة يوجد بها دورة مياه، ولا يوجد لديه غذاء، ويردد القول إن «أبناءه هم الذين حبسوه وأغلقوا الباب عليه». وذكر أن سكان الحي كان يرون أبناء المسن كل أسبوعين، حيث يأتون إليه في ساعة متأخرة بعد أن يخلو الشارع من المارة، ومعهم أغراض بسيطة، إلى جانب فوط صحية مخصصة لكبار السن يضعونها عنده ويرحلون بعد التأكد من إغلاق مدخل الغرفة بالسلاسل. الحبس جريمة أوضح رئيس جمعية حقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني ل«الوطن» أن «إغلاق باب الغرفة على مسن بسلاسل كما جاء في المقطع المتداول جريمة يعاقب مرتكبها وفق الأنظمة المعمول بها، وعادة عند رصد مثل هذه المقاطع التي توثق تعرض أحد أفراد المجتمع لعنف أو ضرب وتجاوز وتعدي، تتأكد الجمعية من مصداقية تلك المقاطع أولا، ثم تتواصل مع الجهات المختصة في هذا الشأن لإزالة أسباب الانتهاك، وإنصاف المعنف، وإعطاؤه حقه لمنع تكرر مثل هذا السلوك».ولفت إلى أنه «في حال معرفة المتسبب في إغلاق مدخل الغرفة التي كان يقيم بها المسن بسلاسل، سيتم محاسبته وفق الأنظمة، وهناك التزام على أسر كبار السن بالعناية بهم، وعدم الإساءة لهم»، مشيرا إلى أن الجمعية كجهة رقابية ستتابع القضية وتتواصل مع الجهات المختصة لمعرفة المتسببين بذلك.