الخرطوم - رويترز - ألقت الشرطة السودانية القبض على عشرات النساء في أثناء احتجاجهن على قوانين وصفنها بأنها مُهينة للمرأة بعدما عُرضت على شبكة الانترنت لقطات فيديو لجَلد امرأة سودانية علناً. وتنفّذ عقوبات الجَلد في شكل شبه يومي في السودان على مرتكبي مخالفات من تناول الخمور إلى الزنا. ولكن ثمة تضارباً في تطبيق القوانين الغامضة في شأن زي المرأة وسلوكها. وأثارت إحدى الحالات موجة غضب عالمية حين دعت لبنى حسين، الموظفة السودانية في الأممالمتحدة، الصحافيين إلى حضور تنفيذ عقوبة الجلد بحقها عقاباً لها على ارتداء بنطلون. وفي لقطات الفيديو التي رُفعت من على موقع «يوتيوب» ظهرت سودانية وهي تصرخ بينما يجلدها إثنان من رجال الشرطة وسط جمع من الناس في مكان عام. وأُجبرت الإمرأة على أن تركع بينما كان رجال شرطة يضحكون في أثناء تنفيذ الحكم. وهتفت النساء في أثناء القبض عليهن أمس: «إهانة المرأة إهانة الشعب». وجلست نحو 50 إمرأة خارج وزارة العدل حاملات لافتات وأحاطت بهن شرطة مكافحة الشغب وطالبتهن بالابتعاد. ودفع ثلاثة من رجال الأمن يرتدون ملابس مدنية مراسل هيئة الإذاعة البريطانية ليسقط على الأرض وصادروا أدواته. وأُلقي القبض على جميع النساء المحتجات ونُقلن إلى مركز شرطة قريب. ومنع محاموهن من دخول مركز الشرطة، لكن سمح بدخول سياسيين بارزين من المعارضة. وأوضحت النساء انهن حاولن الحصول على تصريح للاحتجاج ولكن السلطات رفضت. وامتنعت الشرطة عن التعليق. وقالت المحامية منى التيجاني: «ما من أحد يعرف ماذا يحدث داخل مراكز الشرطة هذه ... هذا الفيديو مجرد مثال على ما يحدث طيلة الوقت». وذكرت وزارة العدل السودانية أنها ستحقق في ما إذا كانت العقوبة طُبّقت في شكل سليم.