أعلن «حزب العمال الكردستاني» مسؤوليته عن تفجير استهدف مجمّعاً للشرطة في مدينة دياربكر جنوب شرقي تركيا الثلثاء، بعد ساعات على إقرار السلطات بأن التفجير الذي أوقع 3 قتلى، كان «هجوماً إرهابياً». ووَرَدَ في بيان نشره موقع «فرات» الإلكتروني المقرب من «الكردستاني» أن مسلحيه زرعوا أكثر من 2.5 طن من المتفجرات تحت المجمّع، لشنّ الهجوم. وكانت السلطات التركية أعلنت الثلثاء أن التفجير في مبنى قوات مكافحة الشغب التابعة لمديرية الأمن في دياربكر التي تقطنها غالبية من الأكراد، وقع أثناء إصلاح مصفّحة في المبنى، ما أدى إلى انهيار جزء من السقف ومقتل عامل وجرح أربعة أشخاص. ورجّح وزير الداخلية سليمان صويلو أن يكون الانفجار مجرد حادث عرضي، قائلاً: «يبدو أن ليست هناك يد خارجية، والانفجار نتج من مركبة تخضع لإصلاح». لكن مكتب حاكم دياربكر أعلن أمس أن المهاجمين حفروا نفقاً طوله 30 متراً، من قبو مبنى مجاور. وأظهرت تحقيقات تفجير نحو طنّ من المتفجرات ووقود الديزل، باستخدام جهاز توقيت. وأشار مكتب الحاكم إلى ارتفاع عدد القتلى في الهجوم ثلاثة، بينهم شرطي ومدنيان. ولفت إلى توقيف خمسة أشخاص، يُشتبه في تورطهم بالهجوم، واحتجاز 172 آخرين «يُعتقد بارتباطهم بالإرهابيين». وقال صويلو أمس: «تبيّن أن الانفجار كان نتيجة لهجوم إرهابي. نُفذ الهجوم عبر نفق حُفِر من الخارج. حفر(المسلحون) نفقاً ووضعوا المتفجرات داخله». وكان مسلحون أكراد نفذوا سابقاً هجمات مشابهة ضد مجمّعات للشرطة والجيش في جنوب شرقي تركيا، منذ انهيار عملية السلام مع الحكومة عام 2015. وأتى الهجوم عشية استفتاء تنظمه تركيا الأحد المقبل، على تعديلات دستورية اقترحتها الحكومة، لتحويل النظام رئاسياً، ما يمنح الرئيس رجب طيب أردوغان صلاحيات واسعة. وأظهرت نتائج استطلاعَي رأي أن غالبية ضئيلة من الأتراك، تراوح بين 51 و52 في المئة، ستصوّت لمصلحة التعديلات في الاستفتاء، علماً أن المعارضة تحذر من أنها ستؤدي إلى نظام استبدادي في البلاد. وسخر أردوغان من زعيم المعارضة كمال كيليجدارأوغلو، مشيراً إلى أنه خسر آخر سبعة انتخابات خاضها. وأضاف خلال لقائه طلاباً جامعيين، مخاطباً كيليجدارأوغلو: «الناس لا يحبونك، ولا يتقبلونك. الحقيقة واضحة». وكرّر أردوغان انتقاده ألمانيا، بعدما ألغت سلطاتها مشاركة وزراء أتراك في تجمّعات لمهاجرين أتراك، مؤيّدة للتعديلات الدستورية، إذ اتهمها ب «إيواء إرهابيين»، وزاد: «أقولها بصراحة، وعندما أقول إنهم يبعثون روح النازية يجنّ جنونهم. لماذا؟ هذا ما فعلتموه». إلى ذلك، نفى السفير التركي في برن اتهامات للسفارة بالتجسس على أتراك مقيمين في سويسرا، للاشتباه بتأييدهم الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تعتبره أنقرة العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي.