استخدمت قوات شبه عسكرية في تركيا قنابل مسيلة للدموع وخراطيم مياه، محاولة إعادة فتح طريق سريع قطعه مسلحون من «حزب العمال الكردستاني» نحو أسبوع في منطقة تسكنها غالبية كردية شمال شرقي البلاد. وقطع مسلحو الحزب الطريق بين مقاطعتَي دياربكر وبنغول، بشاحنات وسيارات استولوا عليها في الأيام الستة الماضية، احتجاجاً على تشييد مواقع عسكرية جديدة في المنطقة. وأدى الأمر إلى تفاقم التوتر في المنطقة، مظهراً هشاشة خطة السلام التي أبرمها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مع زعيم «الكردستاني» عبدالله أوجلان عام 2012. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية شاركت في العملية أن متعاطفين مع «الكردستاني» ألقوا قنابل محلية الصنع على القوات شبه العسكرية التي ردت عليهم بقنابل مسيلة للدموع وخراطيم مياه. وأفادت وكالة «الأناضول» للأنباء بأن «الكردستاني» خطف منذ مطلع عام 2013، 700 فتى واقتادهم إلى معسكراته في الجبال لتجنيدهم في صفوفه، «عبر إجبارهم أو استخدام وسائل خداع» معهم. وأضافت أن الحزب «وجّه نشاطه نحو الفتيان في عمر 18 سنة»، مشيرة إلى انه خطف 600 منهم عام 2013 ومئة في الأشهر الأربعة الأولى من العام. وتابعت أن أجهزة الأمن التركية تملك أسماء جميع أولئك الفتيان. وذكرت «الأناضول» أن 10 عائلات كانت بدأت اعتصاماً أمام بلدية دياربكر، ورفعت صور أولادهم الذين خطفهم «الكردستاني». وأشارت إلى اعتصام آيسيل بوتشكون 12 يوماً أمام مبنى بلدية دياربكر، ونجاحها في استرداد ابنها الذي اتُّهم بخطفه الشهر الماضي بعد اصطحابه إلى الجبال بحجة «أخذه في نزهة». وانتقد رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليجدارأوغلو أردوغان، بعد طلب الأخير مساعدة من «حزب الشعب الديموقراطي» الكردي، لإطلاق الفتيان المخطوفين. وأعرب عن «استياء شديد من طلب رئيس الوزراء المساعدة من تنظيم إرهابي»، مبدياً «امتعاضاً من عجز الحكومة عن إطلاقهم ولجوئها إلى طلب مساعدة من الامتداد السياسي للكردستاني». وحض كيليجدارأوغلو على التخلي عن «سياسة الأيدي المرتعشة والتخبّط التي تسود الحكومة وتدفعها إلى التفاوض مع الإرهاب».