أعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس اعتقال شبكة تضم 34 قيادياً يمثلون «هرم تنظيم القاعدة» في شمال البلاد، فيما نفى التنظيم في بيان اعتقال قياديين فيه أو تفكيك شبكته الإلكترونية. وقال وزير الداخلية جواد البولاني في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس، إن «الشبكة المسلحة التي تم اعتقالها وتضم 34 قيادياً في تنظيم القاعدة، متخصصة في تمويل 80 في المئة من العمليات المسلحة للتنظيم، فضلاً عن تنفيذها أكثر من 100 عملية»، أبرزها «استهداف القضاة وضباط الجيش والشرطة ومرشحي مجلس النواب ومجالس المحافظات، وابتزاز الموظفين ودوائر الدولة، فضلاً عن عمليات اخرى استهدفت الأقليات المسيحية والأيزيدية في الموصل». واعتبر أن «تنظيم القاعدة بات يعاني أزمة حقيقية بعد اعتقال أبرز قياداته الميدانية، لكن الخلايا المسلحة مازالت تعمل وتحتاج إلى مزيد من الجهود من القوات الأمنية ليتم التغلب عليها». ورأى أن «خلايا القاعدة فقدت الرؤية في عملياتها المسلحة، والقوات الأمنية مستمرة في عمليات قبضة الحق ضد تنظيم القاعدة». وأشار إلى أن «المحاكم العراقية أصدرت خلال الفترة الماضية 14500 حكم في قضايا رفعتها وزارة الداخلية بعد استكمال التحقيقات مع مدانين بالإرهاب، بينها 853 حكماً بالإعدام فيما توزعت الأحكام الأخرى بين المؤبد والسجن لفترات مختلفة». وكانت الداخلية أعلنت مطلع الشهر اعتقالها خلية ل «القاعدة» من 39 عنصراً تشكل قيادة التنظيم في ولاية الأنبار، واتهمتها بعشرات الأعمال المسلحة، ثم أعلنت الأسبوع الماضي اعتقال شبكة مسلحة تضم 30 شخصاً بينهم عشرة من منتسبي الأجهزة الأمنية، اتهمتها بتنفيذ 98 عملية بين خطف وسطو مسلح واغتيال وسرقة في بغداد. لكن تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الذي يضم «القاعدة»، نفى أمس وقوع اي اعتقالات بين صفوفه. واعتبر في بيان على الإنترنت، الإعلانات المتكررة عن اعتقال قياداته «محاولة لترميم هيكل الحكومة الكسيحة الجديدة، والسعي إلى تجميل وتلميع صورة أجهزتها الأمنيّة الخائبة»، بعدما «حُسم الأمر عند هؤلاء لمصلحة المشروع الصفوي الرافضي بموافقة وغطاء من الحليف الأميركي الصليبي». وشدد البيان الذي حمل توقيع «وزارة الإعلام في دولة العراق الإسلامية»، على أن «كل إعلانات القوى الأمنية غير صحيحة». وأضاف: «أطلت علينا الوجوه الكالحة من جديد بسلسلة من المسرحيات الدعائية التي لم يجيدوا كعادتهم حبكها وإخراجها، بدأوها بأكذوبة القبض على أخطر خلية إرهابية في بغداد! ثم اعتقال الهيكل التنظيمي لولاية الأنبار، مروراً بسلسلة البطولات الأخيرة في البصرة وجنوب بغداد وصلاح الدين وديالى والموصل التي حُسم أمرها بنسبة مئة في المئة! كما صرّحوا، وصولاً إلى الأكذوبة الأخيرة التي فجروها بتفكيك وزارة الإعلام ومؤسسة الفرقان التي تدير أكبر موقع الكتروني للإرهاب في العالم». وشهد الشهر الجاري تحركات واسعة من قبل الأجهزة الأمنية ضد «القاعدة» بعد مجموعة من أعمال العنف في بغداد الشهر الماضي، بينها حادثة كنيسة «سيدة النجاة» وتفجيرات الأحد المروعة التي أسقطت عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. وتحاول الحكومة معالجة الملف الأمني استعداداً لانسحاب القوات الأميركية نهاية العام المقبل. مولن في بغداد وأثنى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأدميرال مايكل مولن الذي زار بغداد في شكل مفاجئ أمس، على الدور الذي لعبته القوات العراقية في مكافحة الإرهاب. وأكد المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة علي الموسوي ل «الحياة» أن «مولن أكد أن جاهزية القوات الأمنية وصلت إلى حد جيد فاق بعض التوقعات، وأنه يأمل بأن يصب هذا التطور في مصلحة العراق وأن يجعله قادراً على الإمساك بالملف الأمني بعد رحيل القوات الأميركية». وكان مولن التقى أمس رئيس الوزراء نوري المالكي ومجموعة من الشخصيات السياسية. وتأتي الزيارة التي يقوم بها مولن في إطار الاستعدادات للانسحاب الأميركي الكامل المقرر في نهاية العام 2011، وفقاً للاتفاق الأمني المشترك. وترى الولاياتالمتحدة أن نجاح العملية السياسية في العراق يعد المفتاح الرئيس لمعالجة القضايا والملفات العالقة.