قالت مسؤولة عسكرية بارزة في الولاياتالمتحدة و«حلف شمال الأطلسي» (ناتو) إن النشاط البحري لروسيا في أوروبا في الآونة الأخيرة تجاوز المستويات التي شهدتها الحرب الباردة وأبدت قلقها من إمكان أن تؤدي طبيعة نشر القوات إلى «تقسيم وتشتيت» رؤية الحلف. وقالت الأميرال البحرية ميشيل هاوارد التي ترأس قيادة القوات المشتركة المتحالفة في نيبال، وتقود قوات البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا، إن روسيا صعدت بوضوح تحركاتها البحرية في السنوات الأخيرة على رغم أن حجم أسطولها أقل الآن مما كان عليه وقت الحرب الباردة. وقالت هاوارد في حديث ل «رويترز» مساء أمس (السبت) خلال مؤتمر عن الدفاع الصاروخي، إننا «نشهد نشاطاً لم نر مثله حتى في عهد الاتحاد السوفياتي. إنه نشاط يمثل سابقة». وأشارت إلى نطاق واسع من الأنشطة التي تشمل نشر روسيا حاملة طائراتها «أميرال كوزنتسوف» في البحر المتوسط وزيادة الدوريات في شمال المحيط الأطلسي والبحر الأدرياتيكي ونشر كبير للغواصات في أماكن خارجية وحركة الغواصات في البحر الأسود. وقالت هاوارد «إنها بحرية عالمية، أتفهم ذلك. لكن النشاط على هذه الساحة زاد بدرجة كبيرة في العامين الماضيين». وقالت إن هناك خطر أن ينصب تركيز الدول الأعضاء في الحلف على مناطق الاهتمام الأقرب لهم في حين يفقدون الرؤية الشاملة للتحركات الروسية في مناطق أخرى. وتابعت: «عندما تفكر فيما يحدث عندما يحركون قواتهم، تنظر إلى الحلف وتجد أنهم يقسمون ويشتتون رؤية الحلف». وتأتي تصريحات هاوارد وسط تصعيد حاد في التوترات بين روسياوالولاياتالمتحدة بعد أن أطلقت واشنطن 59 صاروخاً على قاعدة جوية في سورية رداً على هجوم بالغاز قتل العشرات. وقالت روسيا إن المناورات البحرية الروسية قابلها زيادة في هجمات موسكو على الإنترنت وعدد ثابت من اقتراب الطائرات الروسية من سفن أميركية أو سفن تابعة لدول التحالف في البحر. وتوترت العلاقات بين موسكو والغرب منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في العام 2014 ودعمها الانفصاليين في شرق أوكرانيا. وحشد «الحلف الأطلسي» قوات في بولندا ودول البلطيق لتشكل رادعاً وتسلط الضوء على قوة التحالف لكن قلق المسؤولين الأميركيين والأوروبيين يزداد أيضاً في شأن ما يصفونه باستخدام موسكو للدعاية والهجمات الإلكترونية للتأثير على الانتخابات الغربية. وتنفي روسيا زعم واشنطن بأن موسكو سعت إلى التأثير على الانتخابات الأميركية وتعتبر حشد «حلف شمال الأطلسي» للقوات في أوروبا استفزازاً. وقالت هاوارد إن أعضاء «الحلف الأطلسي» يتعاونون لزيادة قدراتهم وليرسلوا بإشارة واضحة في شان قوة وعزم الحلف. وأشادت باتفاق وقع في الآونة الأخيرة بين ألمانيا والنرويج لبناء غواصات جديدة معاً باعتبار ذلك علامة على زيادة التعاون وقالت إنها ترحب بمزيد من الجهود من جانب الشركات الأوروببين لحشد الموارد.