شجع التسويق في مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشار خبراء التجميل والماكياج، وصالونات التجميل، على احتدام التنافس، فضلاً عن دخول الفتيات في السعودية عالم «الموديل» لعرض آخر صيحات «الميك أب» وفنونه، بعد أن كان عالماً يصعب على الفتاة الخليجية اقتحامه بحكم العادات والتقاليد والأعراف. لكن التطور والانتشار الذي يتطلبه عالم تلك المواقع أبرز ملامح ذلك المجال لجميع مستخدميه، وكشف النقاب عن تفاصيله الدقيقة، حتى بات مصدر رزق لعدد من الفتيات سواء السعوديات أو المقيمات من الجاليات العربية والآسيوية. تقول فايدة العثمان مالكة أحد الصالونات الشهيرة في مدينة جدة: «إن انتشار (الموديل) يعود لأسباب تسويقية، وخصوصاً إلى صالونات التجميل التي ترغب بعرض عملها للناس، ويوجد في مدينة جدة عدد كبير من العارضات من مختلف الجنسيات العربية وتعتبر العارضة السعودية هي الأغلى عموماً، وتتفوق عليها من تحصد عدداً أكبر للمتابعين في حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتختلف طرق حساب التسعيرة فهي تبدأ من ساعة، أو نصف يوم، أو يوم كامل، والقسم الآخر يكون ب(اللوك) أو المظهر الواحد، إذ تبدأ الأسعار من 500 إلى 3 آلاف ريال في الجلسة الواحدة ل(اللوك). ولكن في مدن مثل المدينةالمنورة ما زال أمر إيجاد عارضة يشكل تحدياً، حيث يتم الاعتماد على الأجنبيات في شكل كامل لسهولة عرض صورهن وعدم مطالبتهن بمبالغ مرتفعة». وتوكد خبيرة التجميل خلود الشافعي: أن «عمل العارضات أصبح مجالاً كبيراً للتنافس، ودخل أخيراً، عدد من الجنسيات، مثل الهندية والباكستانية والأفغانية، فلم تعد الساحة حكراً على اللبنانية أو السعودية أو بقية الجنسيات العربية، بل أصبح التحدي في إظهار العارضة في شكل جميل على اختلاف ملامحها، وهذا ما يثبت مهارة خبيرة التجميل». وتتابع الشافعي «من ناحية الأسعار فإنني آمل من جميع الصالونات محاولة التوصل إلى سعر موحد أو متقارب لعدم استغلال حاجة الصالونات إلى العارضة والانتهاء بمبالغ فلكية، فإن الحاجة إليهن باتت كبيرة في ظل انتشار التسويق الرقمي الذي يستطيع إيصال الفكرة كاملة عن طريق الصورة». وترى المودل سارة التي تتقاضى مبلغ 3500 ريال مقابل «اللوك» أو المظهر الواحد، أن هذا المبلغ يعتبر مجزياً لساعات العمل، لافتة إلى أن عمل العارضة لا يقتصر على وضع مواد التجميل فقط، بل هو المساهمة في التسويق عبر حساباتها الشخصية والترويج لهذا الصالون أو ذاك «الميك أب أرتست» بطرق الإعلان المباشر وغير المباشر، وربما يصل إلى حضور مناسبة اجتماعية ترويجاً لهذا العمل. وتعتبر خبيرة التجميل فرح غالب أن انتشار العارضات هو أحد أهم بروز وتقديم عمل الصالون أو «الميك أب أرتست» لأن العارضة تشكل مادة مهمة للوصول إلى الناس، وخصوصاً مع مواقع التواصل وعصر «الصورة» والإعلان الذكي في محاولة التسويق للعمل والوصول إلى أكبر قدر من الناس، فكما تستعين شركات الملابس بعارضين وعارضات من مختلف الأعمار لعرض منتجاتها فإن الصالونات النسائية بحاجة لعرض عملها، وذلك بسبب كثرة الخيارات وازدياد عدد الصالونات وانتشار مفاهيم الجمال وارتفاع عدد الطلب. هذا وامتهنت الفتاة السعودية في الفترة الأخيرة عدداً من المهن التي كانت تمنعها عنها العادات والتقاليد، وربما أسباب أخرى، ابتداءً من الفنون، كالتمثيل والغناء، إلى عروض الأزياء وعروض مساحيق التجميل والجمال، في حين أصبحت موجودة حتى على منصات العرض العالمية.