وافق وزراء زراعة وممثلون حكوميون آخرون على استراتيجية جديدة لمكافحة انتشار سوسة النخيل الحمراء، في اجتماع رفيع المستوى في مقر «منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة» (فاو). وتشمل الاستراتيجية تدخلات وطنية على غرار تحسين عمليات مراقبة الحشرة، وإشراك المزارعين في شكل أكبر في عملية المكافحة، وبذل جهود دولية مثل حظر استيراد النخلة التي يزيد عرضها على 6 سنتيمترات من الدول التي تتفشى فيها هذه الآفة. وجاءت الموافقة في ختام اجتماع المشورة العلمية الرفيع المستوى حول سوسة النخيل الحمراء الذي عقده علماء وخبراء في مكافحة الحشرات وممثلو المزارعين، والذي استضافته «فاو» بالتعاون مع «المركز الدولي للدراسات الزراعية العليا في حوض البحر المتوسط» للبحث في نتائج آخر البحوث المتعلقة بهذا الأمر والاتفاق على إجراءات العمل المستقبلية. وتُدمّر سوسة النخيل الحمراء أشجار النخيل بالتغذي عليها من الداخل، ونجحت في توسيع رقعة انتشارها عالمياً لتصل إلى أكثر من 60 بلداً. وتهدد أشجار التمور وجوز الهند إضافة إلى أشجار الزينة. وساهم التأخّر في اكتشاف الأشجار المصابة بسبب عدم كفاية عمليات الفحص، وعدم إشراك مزارعي التمر وجوز الهند في عملية المكافحة، والتقويم غير المناسب للأخطار، وعدم وجود أعداء كثر في الطبيعة لهذه الحشرة، وصعوبة إدارة المصائد الجماعية في شبكات الواحات الواسعة، والتراخي في عمليات الحجر الصحي، والطرق غير المناسبة في التخلص من الأشجار المصابة، وصعوبة السيطرة على الحشرة في البيوت الخاصة أو الحدائق العائلية الصغيرة، في انتشار هذه الآفة على مستوى العالم. وقال المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا إنّ «سوسة النخيل الحمراء تشكل تهديداً عالمياً يتطلب استراتيجية عالمية لمواجهتها. الرسالة التي يبعث بها اجتماع المشورة العلمية هي رسالة إيجابية مفادها أنه يمكن مكافحة هذه السوسة وهزيمتها». وجاء الدليل على ذلك من جزر الكناري، التي أُعلنت خالية من الحشرة في أيار (مايو) العام الماضي، بعد تنفيذها استراتيجية منسقة تركزت على رقابة صارمة وإزالة الأشجار المصابة. وفي موريتانيا أدى اكتشاف الحشرة في إحدى الواحات إلى عمل سريع من قبل الحكومة، بدعم من المنظمة، لتنفيذ استراتيجية مكافحة آفات متكاملة عمادها المزارعين والمنظمات الزراعية. وتم احتواء الحشرة بنجاح في منطقة انتشارها الأصلية، من دون أيّ انتشار لها في الأشهر الستة الماضية. ومع استمرار جهود المكافحة فإن من المرجح إعلان المنطقة خالية من الآفة. وتتضمن الإدارة المتكاملة للآفة تدريب المزارعين وإجراء فحوصات منتظمة واستخدام المصائد وتعقب الإصابات وإزالة الأشجار المصابة بشدة، والقيام بإجراءات حجر صحي دقيقة، ومراقبة تقدم هذا النهج المتكامل. ويمكن أن يشكل المزارعون خط دفاع أول فعّالاً وبكلفة منخفضة. إذ يمكن لهم أن يفحصوا الأشجار بانتظام لاكتشاف الحشرة في مراحل مبكرة عندما يكون ما زال ممكناً انقاذ الشجرة، وكذلك القيام بعمليات الرش ووضع المصائد. ووجدت دراسة أجريت في المملكة العربية السعودية، أن معدل التفشي الذي بلغ 7 في المئة انخفض إلى 0.15 في المئة في سنة واحدة، بعدما تم إدخال نظام فحص أسبوعي للأشجار. وفي بعض الدول التي تنتشر فيها السوسة، وضع المزارعون تطبيقات هواتف ذكية لإرسال الرسائل وتبادل المعلومات والتحذيرات. ويهدف الإطار الجديد إلى تقديم مساعدة فنية وإرشاد لتحسين برامج المكافحة الوطنية، إضافة إلى إنشاء منصة للتعاون والتنسيق الإقليمي. ووضع الإطار فريق دولي من الخبراء في سوسة النخيل الحمراء من دول ومنظمات عدة، بدعم من «الفاو» و «المركز الدولي للدراسات الزراعية العليا في حوض البحر المتوسط» و «منظمة وقاية النباتات للشرق الأدنى». ولم تكن سوى أربعة أنواع من شجر النخيل مصابة بهذا المرض عام 1956، لكن اليوم تهاجم الحشرة 40 نوعاً من أنواع النخيل حول العالم.