اتهم الكاتب نجيب الزامل، المؤلف المصري أنيس منصور بأن بعض كتاباته التي رواها على أنها حقيقة ماثلة أمامه هي «ضربً من خياله»، خصوصاً في كتابيه «حول العالم في 200 يوم» و«في صالون العقاد... كانت أيام لنا». فيما انبرى الدكتور أحمد عبدالستار (من حضور الملتقى)، للدفاع عن أنيس منصور، موضحاً أن كثيراً من العرب يبالغون في الوصف والتعبير... ويعتبرون «أن أعذب الحديث أكذبه»، ورد الزامل مؤكداً أن أنيس منصور كان يروي قصصه على أنها حقائق ثابتة لكنه لم يقدم ما يثبت صحتها، ومن الصعب تصديقها، غير أنه أشار إلى أن «منصور واحد من أهم الكتاب العرب في العصر الحديث» وأن «شطحاته في الكتابة» لا تضر كونه كاتباً له شأن كبير في التأليف والكتابة في العالم العربي. وأوضح الكاتب الحبيب، أن أغلب المقالات الفكرية تعتمد على العقل الخالص للكاتب (المنهج الاستنباطي) وتفتقر للمنهج الاستقرائي من دراسات علمية تجريبية وإحصاءات ومعلومات وأراء المختصين والخبراء، غير أنه قال إن «الاستناد على المنطق الاستنباطي ليس عيباً منهجياً، بل هو أحد مناهج التحليل الأساسية»، مضيفاً: «إنما الخلل هو أن يكون المنهج السائد، وحتى إذا خرج عن العقل الخالص فهو يستند على الاستنتاج الواقعي نظرياً وليس تجريبياً، أي ليس من خلال نتائج الدراسات العلمية أو البحوث التجريبة في مجالات العلوم كالاجتماعية والسياسية، موضحاً أنه «قلما نجد أرقاماً وإحصاءات أو آراء المختصين والخبراء والأكاديميين في المجالات التي يتعرضون لها». واستعرض في سياق ذلك بحثاً قام به وصنّف فيه ألف مقالة فكرية (اجتماعية سياسية) لكُتاب عرب وألف أخرى لكتاب بريطانيبن وأميركيبن، إلى صنفين: تلك التي تعتمد على (المنهج الاستنباطي) وتلك التي استفادت من الدراسات البحثية والاحصاءات (المنهج الاستقرائي)، فوجد أن 86 في المئة من المقالات العربية كانت عقلية خالصة (أي استنباطية) في مقابل 19 في المئة للمقالات البريطانية والأميركية.