طهران، واشنطن، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت السلطات الايرانية امس، ان اشخاصاً اعتُقلوا للاشتباه بتورطهم في اغتيال عالِم نووي وجرح آخر، «أقرّوا» بالتعامل مع الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية والبريطانية. وقال وزير الداخلية الايراني مصطفى محمد نجار ان هؤلاء «اعترفوا بتلقي تدريبات من الاستخبارات الاسرائيلية (موساد) والاميركية (سي آي اي) والبريطانية (أم آي 6)، حول كيفية تنفيذ هجمات ارهابية في ايران»، اضافة الى تزويدهم «معدات» لم يحددها. وأشار الى ان الرئيس محمود أحمدي نجاد كلف وزارة الدفاع حماية «العلماء والنخب الايرانية»، بعد اغتيال العالِم النووي مجيد شهرياري وجرح زميله فريدون عباسي. جاء ذلك بعدما وجّه المندوب الايراني لدى الأممالمتحدة محمد خزاعي رسالة الى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ومجلس الأمن، دان فيها اغتيال شهرياري وجرح عباسي. وأضاف ان «ايران تتوّقع من الأممالمتحدة أن تدين أعمالاً ارهابية مماثلة، وأن تعمل على اتخاذ خطوات مؤثرة للقضاء على الإرهاب في جميع أشكاله». في السياق ذاته، أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان أجهزة الأمن الإسرائيلية حذرت ممثليها في العالم، من سفراء وديبلوماسيين وعلماء وأكاديميين، من احتمال أن يشكّلوا أهدافاً لإيران و «حزب الله»، انتقاماً لاغتيال شهرياري. الى ذلك، حذرت الولاياتالمتحدةايران من انها قد تتعرّض لعقوبات دولية جديدة، اذا رفضت الامتثال لمطالب المجتمع الدولي. وقال غاري سامور، مستشار البيت الابيض لشؤون الحد من التسلح وأسلحة الدمار الشامل ومكافحة الارهاب: «بعد محادثات جنيف (بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي)، إننا وحلفاؤنا مصممون على ابقاء الضغوط، بل وزيادتها. نحتاج الى بعث رسالة الى ايران، مفادها ان تفاديها إجراء مفاوضات جادة، لن يؤدي سوى إلى زيادة العقوبات التي لن ترفع إلا بعد معالجة مخاوفنا في شكل كامل». تزامن ذلك مع تأكيد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان دول الخليج «تدعم عموماً فرض عقوبات، وتؤيد اننا نفعل ما هو ضروري لاتخاذ عقوبات فاعلة، مع محاولة اقناع الحكومة الايرانية بالتخلي عن برنامجها للاسلحة النووية». وقال بعد زيارته دولة الامارات وسلطنة عمان الاسبوع الماضي: «من الواضح أن هناك قلقاً، ليس فقط في هذه المنطقة ولكن في أماكن أخرى أيضاً، في شأن السلوك العدواني لإيران في شكل عام، في ما يتعلق بحزب الله ولبنان وأماكن أخرى في العالم، وأعتقد أن هذا القلق مشترك على نطاق واسع». في نيويورك، حضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ايران على الاستجابة لمخاوفها في شأن برنامجها النووي. وقالت المندوبة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس أن واشنطن تأمل بأن تناقش المحادثات التي ستجريها طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، في اسطنبول أواخر الشهر المقبل، «أفكاراً عملية»، محذرة من أن «خيار ايران ما زال واضحاً: إذا بنت الثقة الدولية واحترمت التزاماتها، سنردّ بالمثل. لكن إذا رفضت ايران، ما سيحدث فقط هو ان عزلتها ستزيد». وشدد المندوب البريطاني مارك ليال غرانت على ضرورة تتضمن المحادثات المقبلة «مناقشة واضحة للعديد من المخاوف الدولية التي تتعلق بالبرنامج النووي الايراني»، فيما دعا مارتن برينز مساعد المندوب الفرنسي ايران الى ان «تتبنى اجراءات محددة لا رجوع فيها، من أجل الاستجابة للمطالب التي وضعها المجتمع الدولي والالتزام بواجباتها الدولية». تصريحات المسؤولين الثلاثة جاءت أثناء جلسة لمجلس الأمن ناقشت تطبيق العقوبات على ايران، واتهمت خلالها الدول الغربيةطهران باستخدام مزيد من الاساليب المعقدة، لتهريب السلاح الى الخارج، في انتهاك لقرارات المجلس. وتطرّق المجلس الى مصادرة سبعة اطنان من المتفجرات داخل حاويات في ايطاليا في ايلول (سبتمبر) الماضي، وحاويات أخرى في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي في نيجيريا، تضم صواريخ وقذائف هاون واسلحة اخرى. وحضّ غرانت لجنة العقوبات في مجلس الأمن على ان «تفكر في اضافة عناصر اضافية (الى لائحة العقوبات)، لتفادي انتهاكات جديدة»، فيما اعتبر برينز ان ثمة «تدفقاً لكميات ضخمة من الاسلحة ومواد خطرة أخرى، بين ميناءي بندر عباس واللاذقية (في سورية)» وعبر موانئ اخرى «في افريقيا». وقال: «هذا ليس بالتأكيد سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد، ويثبت ان للعقوبات تأثيراً، ما دامت ايران تلجأ الى اساليب اكثر تعقيداً». قضية اشتياني على صعيد آخر، بثت قناة «برس تي في» الرسمية الايرانية الناطقة بالانكليزية، «فيلماً وثائقياً» عن سكينة محمدي اشتياني التي حُكمت بالاعدام رجماً لاتهامها بالزنى والتواطؤ لقتل زوجها عام 2005. وأعادت اشتياني «تمثيل» جريمة قتل زوجها إبراهيم عابدزاده «صعقاً بالكهرباء»، بالتواطؤ مع عشيقها عيسى طاهري الذي لا يُعرف مصيره. وقال صوت راوٍ في الفيلم إن حكم الرجم الذي أصدرته المحكمة العليا في إيران عام 2006، كان «رمزياً» ومن غير المرجح أن ينفذ بسبب تعديل للقانون عام 2005 استهدف حظر الرجم «لكنه لم يُدمج في شكل كامل بالقانون الايراني». وتضمن «الفيلم الوثائقي» مقابلات مع سجاد نجل اشتياني ومحاميها جاويد هوتان كيان، المسجونين، كما عرض صورة للصحافيَين الألمانيين ماركوس هلفيغ ويينس كوخ اللذين اعتُقلا في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي بينما كانا يجريان مقابلة مع سجاد.