سارة كان اسمها يجلب جميع الأخبار السارة التي تعكس شخصيتها المبتسمة لجميع الناس من حولها، لا تنزعج من أحد وتحب المشاركة مع الأطفال، ومن دون استئذان تدخل بسرعة القلب ويقبلها الجميع بسرعة. سارة السرور هكذا ينادونها ويبتسم من يتحدث معها، ويسمع أحاديثها وقصصها التي تعيشها يومياً في مدارس «صوت» لمتلازمة داون كل زاوية لها حكاية وموقف يسعد قلبها. سارة راضي السرور العنزي (13 عاماً) تشكر دوماً من يسأل عنها بعد خروجها من جراحة تكللت ولله الحمد بنجاح، وستعود قريباً لمدرستها وتكمل مشوارها التعليمي بتفوق، قائلة: «أمي وأبي وعائلتي أنتم كل الأمل والفرح والأمان في حياتي أحبكم كثيراً، وسأنجح كل يوم وأزف لهم بشائر التفوق دوماً وستفخرون بي حينما أكبر وأنهي الجامعة». تحب سارة الضيفة الجديدة في العائلة «صبا»، وعلى رغم مشكلة الخوف من الأصوات العالية ومن بكاء الأطفال، تقبلت سارة الطفلة ومنحتها كل الحب وتدرج خوفها من تلك الأصوات، وأصبحت الأم الحنونة لكل طفل جديد. لم يكن إعداد طبق من الحلوى صعباً بالنسبة لسارة فشغفها في أدوات المطبخ كبير وتتفنن دوماً في صنع الحلويات مع أمها وشقيقاتها بطريقة مبدعة، وتنجح في إنهاء الطبق ولا يتبقى منه شيء، (تضحك) قائلة: «أعرف كيف أصنع الحلوى ويكون طعمها جميلاً، وجميع أفراد عائلتي يزدحمون لتناوله، وبالتأكيد لا يتبقى منه شيء لأنه لذيذ وفيه مشاعر كبيرة من الحب لهم، وهذا لا يعني أني أهتم بالطبخ ولا أهتم بنفسي، بل بالعكس أنا أمارس الرياضة دوماً لأنها تقوي العضلات عندي، وتجعلني أشعر بسعادة بداخلي أيضاً الرياضة تحافظ على الوزن ولا بد أن يهتم الوالدان بممارسة الرياضة لأطفالهم حتى لو كان المشي يومياً». تشارك سارة في العديد من الفعاليات الخاصة بمتلازمة داون وتنشر مع شقيقتها ديم وزميلها ناصر مشروعهم «نحن نثقف» لنشر ثقافة الوعي برعاية أطفال متلازمة داون بشكل واعٍ، والاهتمام من الإعلام والمجتمع بهذه الفئة التي تحتاج إلى دعم متواصل وقلوب نقية. تقضي سارة ساعات طويلة عندما تمسك بيديها أقلام الرسم الملونة وتكون أمامها لوحة بيضاء ترسم بطريقتها خطوطاً وألواناً وسماءً صافية وتبث دوماً في لوحاتها رسائل حب للناس جميعاً، لا تخجل من التعرف على جميع من حولها تعبر بصدق وجراءة وتحب المساعدة دوماً ورسم البسمة في وجوههم. تقول: «أتمنى أن أتعلم أكثر وألتحق في الجامعة ويشاركني أصدقائي أطفال متلازمة داون في التعليم مع أطفال التعليم العام، ونحصل جميعاً على درجة الدكتوراه».