أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها من الوضع القائم حالياً في الشرق الأوسط، قائلة إنها تتابع بانتباه تطوراته بعد تخلي الولاياتالمتحدة عن جهودها لإقناع إسرائيل بوقف نهج الاستيطان كشرط لبدء مفاوضات جديدة بينها وبين السلطة الفلسطينية. لكن برلين شدّدت في الوقت ذاته، مثلها مثل واشنطن، على ضرورة مواصلة الجهود للعودة إلى مفاوضات السلام. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية أندرياس بيشكه ل «الحياة» إن مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمع الاثنين المقبل في بروكسيل لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط وفي قطاع غزة. وأضاف أن برلين تؤيد بقوة خروج المجلس بتوافق على ضرورة العمل على تحريك عملية السلام مجدداً وتفعيل دور اللجنة الرباعية الدولية. ولفت أيضاً إلى أن مفوضي شؤون الشرق الأوسط في «الرباعية» يعقدون حالياً اجتماعاً في الولاياتالمتحدة، مشيراً إلى أن الحكومة الألمانية تريد أن تقوم اللجنة الرباعية بلعب دور أقوى. وكشف بيشكه أن وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيلّه أجرى في الأيام الأخيرة سلسلة اتصالات دولية شملت مبعوث الإدارة الأميركية للشرق الأوسط جورج ميتشل ووزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين إشتون، معرباً عن أمله في أن تثمر هذه الاتصالات عن تفعيل عمل اللجنة الرباعية الدولية وإعطائها القدرة على لعب دور أكبر. وكانت آشتون حذّرت أول من أمس من وقف جهود السلام في المنطقة، وأبدت أسفاً لعدم قبول إسرائيل وقف الاستيطان الذي قالت إن الاتحاد الأوروبي يعتبره غير شرعي. وبعد أن قال الناطق باسم الخارجية إن برلين «تطالب الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بالجلوس مجدداً إلى طاولة المفاوضات»، شدّد على أن هدف حكومته لا يزال تحقيق حلّ الدولتين، أي إسرائيل في حدود آمنة، وفلسطين قادرة على الحياة اقتصادياًً ومؤسساتياً. وأكد أن الرئيس عباس «كان ولا يزال شريكاً من دون منازع لألمانيا في عملية السلام».