شدد السفير الأميركي الجديد لدى السعودية الدكتور جوزيف ويستفال على «أن الرياضوواشنطن بينهما مصالح مشتركة ومهمة في مواجهة التحديات الإقليمية في المنطقة»، معتبراً أن «الأزمة في سورية، والبرنامج النووي الإيراني، ومواجهة طموحات طهران الإقليمية، وتقديم الدعم للتطوير الديموقراطي والاقتصادي في اليمن من أهم الملفات التي سيعمل عليها». وأوضح في كلمة له أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي (حصلت «الحياة» على نسخة منها) أن الشراكة الأمنية مع المملكة «مهمة للغاية»، مستعرضاً رؤية بلاده تجاه القضايا التي تهم الرياض، وقال: «السعودية تشاطرنا هدفنا المتمثل في إنهاء العنف في سورية من خلال عملية انتقالية سياسية، كما أنها دعمت الجهود الدولية لإزالة الأسلحة الكيماوية السورية، وشددت على ضرورة تحميل نظام الأسد المسؤولية عن الاستخدام الوحشي لهذه الأسلحة». وأشار إلى أن الرياضوواشنطن متفقتان على هذا الهدف، مضيفاً: «المملكة أسهمت بما يزيد على بليون دولار لدعم المدنيين واللاجئين السوريين والمجموعات المعارضة غير المتطرفة تحت المظلة السياسية للائتلاف الوطني السوري، والسعوديون يبادلوننا الالتزام بالتأكد من عدم وقوع المساعدة الدولية في أيدي المتطرفين، بما في ذلك المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة». ووصف الدور السعودي في مجلس التعاون الخليجي ب«القوي»، مضيفاً: «لدينا رغبة في أن يصبح المجلس مرساة للاستقرار الإقليمي». وحول الملف النووي الإيراني ومدى اتفاق رؤى البلدين تجاهه، قال: «السعودية قلقة مثلنا في شأن النشاطات الإيرانية في المنطقة، وأوضحت الحكومة الأميركية للمملكة ولحلفائها الآخرين في منطقة الخليج بأن التقدم في تسوية القضية النووية لن يؤدي إلى خفض القلق الأميركي بخصوص أنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار في المنطقة، أو العمل لردع ومكافحة هذه الأنشطة، سواء من خلال دعمها لنظام الأسد في سورية أم مساعداتها وتدريب المتشددين في اليمن والبحرين». وأضاف: «ترغب الولاياتالمتحدة والسعودية في التصدي لمحاولات تقويض الحكومة اللبنانية، وكلانا ندعم بناء قدرات القوات المسلحة اللبنانية». ونقل ما قاله وزير خارجية واشنطن جون كيري إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في لقائهما الأخير بقوله: «أشار الوزير كيري في اجتماعاته الأخيرة مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى إن واشنطن تقدّر دعم الرياض لمواصلة المفاوضات، لأجل تحقيق هدف الحكومة الأميركية لإنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، من خلال التوقيع على اتفاق الوضع الدائم وتحقيق الاستقرار في المنطقة». وعن الأوضاع في اليمن، قال السفير الأميركي: «السعودية لعبت دوراً حاسماً في تحقيق الاستقرار في اليمن، وإطلاق وتعزيز عملية انتقال سياسي ناجحة، وهي أكبر مانح للمساعدات الدولية في اليمن، وتشاركنا في مكافحة تنظيم القاعدة وغيره من المجموعات المتطرفة العنيفة في شبه الجزيرة العربية». وشدد على أن «ظهور التطرف في العراق يشكّل مصدر قلق بالغ بالنسبة للولايات المتحدة»، وقال: «نعتقد أن السعودية تستطيع أن تلعب دوراً بنّاء، وبصفتي سفيراً سأشجع على قيام علاقات مثمرة وحوار مفتوح بين السعودية والعراق». وقال السفير الأميركي: «الحكومة السعودية تعمل بنشاط على عدم تشجيع مواطنيها على المشاركة في النزاعات الخارجية، وأصدرت قانوناً جديداً في أوائل شباط (فبراير) الماضي، ينص على فرض أحكام طويلة بالسجن على كل من ينضم إلى المجموعات الجهادية في سورية أو أي مكان آخر، وسأعمل بجهد لمواصلة تعزيز تعاوننا في مكافحة الإرهاب، وعلاقتنا الأمنية». وأوضح أن بلاده والمملكة قامتا بتنفيذ مجموعة واسعة من البرامج التي تحمي المواطنين والمؤسسات في البلدين، تشمل التنسيق لوقف إساءة استخدام القنوات المالية والخيرية التي تمول الإرهاب في المنطقة، والتعاون في مجال مكافحة الرسائل المتطرفة. وكشف أن أكثر من 74 ألف طالب من المملكة يدرسون حالياً في أميركا، وقال: «سيعود هؤلاء الطلاب إلى بلادهم مع فهم أفضل للولايات المتحدة، وسيكونون عاملاً مؤثراً مهماً في تطوير المجتمع، إذ إن السعودية بلد شاب، وتبلغ نسبة الشباب فيها تحت عمر ال42 عاماً حوالى ثلثي السكان». خطوات مهمة في رعاية المرأة وحول الاهتمام بقضايا المرأة، قال ويستفال في كلمته: «الملك عبدالله اتخذ خطوات مهمة تجاه المرأة، مثل تحديد موعد لإجراء دورة أخرى من الانتخابات البلدية في 2015، إذ تستطيع فيها النساء التصويت والانتخاب والترشح، وأصدر قانوناً يفرض أن يكون 20 في المئة على الأقل من أعضاء مجلس الشورى من النساء. كما أن القيادة السعودية وسعت فرص الحصول على منح دراسية، وأكثر من 21 في المئة من الطلاب في برنامج الملك عبدالله للابتعاث من النساء، وسنعمل مع القيادة السعودية لمساعدتهم في توفير هذه الفرص». إلى ذلك، وصل الدكتور جوزيف ويستفال إلى الرياض ليتولى مهمات منصبه، سفيراً للولايات المتحدة لدى المملكة، وكان شغل قبل تعيينه منصب وكيل وزارة الجيش الأميركي في الفترة من 2009 إلى 2014، وأدار أكثر من مليون جندي ومئات الآلاف من المدنيين. كما شغل مناصب مساعد وزير لشؤون الجيش في الفترة 1998 إلى 2000، والقائم بأعمال أمين شؤون الجيش عام 2001. وتمتد السيرة المهنية للسفير إلى أكثر من 40 عاماً من الخدمة في مجال التعليم العالي والعمل الحكومي، إذ بدأ حياته المهنية أستاذاً للعلوم السياسية في جامعة ولاية أوكلاهوما، وشغل بعد ذلك منصب رئيس قسم في الجامعة ذاتها، ثم مديراً لمركز تيشمان للبيئة، وعميداً لجامعة نيو سكول، ورئيساً لجامعة ماين سيستم. وفي المجال الحكومي، عمل في كل من مجلسي النواب والشيوخ أكثر من 12 عاماً. كما شغل مناصب عدة خلال إدارات الرؤساء كارتر، وريغان، وكلينتون، وبوش، وأوباما، بالعمل في وكالة حماية البيئة، وسلاح المهندسين، ووزارتي الداخلية والدفاع. وحصل ويستفال على درجة البكالوريوس من جامعة أدلفي، والماجستير من جامعة ولاية أوكلاهوما، والدكتوراه من جامعة ميسوري بكولومبيا.