برلين، فريبورغ (المانيا)، بروكسيل، دبلن، مدريد - رويترز، أ ف ب - اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغلا مركل أمس معارضتهما لفكرة إصدار سندات موحدة في منطقة اليورو، وذلك في اعقاب مجلس الوزراء الفرنسي - الالماني في فريبورغ جنوب غربي ألمانيا. وأعلنت مركل التي تطرح مزيداً من «التكامل السياسي» و«التماسك» في السياسات الاقتصادية المتبعة كشرط مسبق، «ان تقاسم معدلات الفوائد والأخطار لن يساعدنا على الصعيد الهيكلي». وقال ساركوزي: «يتعين جعل الدول تتحمل المسؤوليات لا نزع المسؤوليات عنها»، مشدداً على اهمية تحقيق «مزيد من التكامل السياسي». ويدافع رئيس مجموعة وزراء مال منطقة اليورو جان كلود يونكر عن فكرة اصدار سندات باليورو تدعمها دول كثيرة. وواجهت مركل الفكرة بالرفض وهو ما وصفه يونكر بأنه عمل «مناهض لاوروبا». ومنذ ذلك الوقت، قدمت باريس دعمها لبرلين. وأوضح ساركوزي في مؤتمر صحافي مشترك مع مركل انه لم تتم استشارة لا بلاده ولا المانيا حول امكانية اطلاق هذه الاصدارات المشتركة. وقال: «لو كان حصل ذلك قبلاً، لربما تفهمنا الامر. لا يمكن ان نكون الوحيدين الذين لم يدلوا برأيهم». وجدد الزعيمان «تمسكهما» بالعملة الاوروبية الموحدة. وأعلنت مركل «ان التزام المانيا حيال اليورو ثابت»، مكررة القول: «اذا فشل اليورو، فهذا يعني ان اوروبا هي التي فشلت». وقال ساركوزي: «اننا متمسكون بقوة باليورو لأن اليورو هو اوروبا». وبحث الزعيمان جدول اعمال اجتماع المجلس الاوروبي المقبل في نهاية الاسبوع المقبل في بروكسيل المتوقع ان توافق خلاله الدول ال 27 على انشاء صندوق دعم دائم في حال الازمات. وقالت مركل: «ينبغي ان نصادق على آلية الازمة هذه ويتعين لذلك تغيير المعاهدة»، مشيرة الى ان هذه الآلية ستكون «دائمة وذات صدقية». وحض مسؤولان في المصرف المركزي الأوروبي حكومات منطقة اليورو على عدم الاعتماد على المصرف وحده. وهدأت قليلاً في الاسابيع الماضية الضغوط على دول أعضاء في منطقة اليورو تعاني عجزاً كبيراً مثل البرتغال واسبانيا بعدما اشترى المصرف المركزي الاوروبي سندات حكومية في سوق شهدت تعاملات ضعيفة مع اقتراب نهاية السنة، ما خفض تكاليف الاقتراض لدول في جنوب أوروبا. لكن بغية الحيلولة دون استشراء الأزمة، قد يحتاج القادة الاوروبيون عقب موافقتهم على انقاذ إرلندا الشهر الماضي الى ارسال اشارة قوية للمستثمرين المتشككين عند اجتماعهم في بروكسيل في 16 و17 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وقال وزير المال الإرلندي برايان لينيهان أمام البرلمان في دبلن إن بلاده ستبدأ السحب من صندوق إنقاذ أقامه صندوق النقد الدولي والمصرف المركزي الأوروبي بقيمة 85 بليون يورو أوائل العام المقبل لتلبية بعض متطلبات الاقتراض السيادي. واستقر اليورو أمام الدولار بفعل المخاوف من أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو في حين كبح الحديث عن مزيد من اجراءات التشديد النقدي في الصيني الاقبال على المخاطرة. وأجرى البرلمان الارلندي التصويت الرئيس الثالث على مشروع موازنة السنة المالية 2011 ليمهد الطريق امام الموافقة المتوقعة على الموازنة الشهر المقبل. وأعلنت الحكومة الاسبانية عن خطة خمسية بقيمة 83 بليون يورو لتعزيز القطاع الصناعي معتبرة ان الإنفاق عليها سيتماشى مع أهدف خفض العجز. وقال وزير الصناعة ميغيل سيباستان إن بعض الإنفاق مدرج بالفعل في موازنة 2011 التي تعد الأكثر تقشفاً في البلاد منذ عقود. وفي بروكسيل تظاهر عشرات الاشخاص من دون حوادث امام المبنى الذي تعقد فيه القمة الاوروبية - الهندية، مطالبين بتأمين الادوية النوعية الرخيصة التكلفة للدول الفقيرة. ويتفاوض الاتحاد الاوروبي والهند منذ 2007 للتوصل الى اتفاق للتبادل الحر قد يبرم مطلع السنة المقبلة. واستقر اليورو أمام الدولار بفعل المخاوف من أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو في حين كبح الحديث عن مزيد من اجراءات التشديد النقدي في الصيني الاقبال على المخاطرة. وعززت بيانات قوية للصادرات والواردات الصينية قليلاً العملات المرتبطة بالسلع الأولية مثل الدولار الاسترالي، لكن المكاسب كانت محدودة إذ زادت البيانات القوية أيضاً من احتمالات رفع أسعار الفائدة. واستقرت العملة الموحدة عند 1.3239 دولار فوق مستواها المنخفض الذي بلغ 1.3164 دولار أول من أمس. وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات 0.1 في المئة الى 79.993 نقطة. واستقرت أسعار الذهب عقب تراجعها لفترة وجيزة بعد أن رفعت الصين الاحتياط الالزامي للمصارف 50 نقطة أساس في حين استمر عدم اليقين في شأن سلامة الأوضاع المالية في أوروبا في دفع المستثمرين إلى شراء المعدن الأصفر. وارتفع سعر الذهب في السوق الفورية 0.2 في المئة فقط الى 1390.16 دولار للأونصة من 1387.39 عند اغلاق نيويورك أول من أمس. وكانت الذهب في طريقه لتسجيل خسائر أسبوعية بنسبة 1.6 في المئة بعدما لامس أعلى مستوى له على الاطلاق الثلثاء عند 1430.95 دولار.