بالتزامن مع وجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سان بطرسبورغ لحضور اجتماع «الجبهة الشعبية لعموم روسيا»، وجّه الإرهاب ضربة موجعة للبلاد من خلال تفجير عبوة ناسفة في محطة لمترو الأنفاق حصد 10 قتلى على الأقل و50 جريحاً بعضهم في حال الخطر. وأعقب التفجير الأول الذي يستهدف عاصمة الشمال الروسي، والأول في محطات لمترو الأنفاق في روسيا منذ عام 2010، حين قتل 38 شخصاً لدى تفجير انتحاريتين حزامين ناسفين في مترو أنفاق موسكو، إعلان السلطات تفكيك عبوة ثانية، وفرض تدابير أمنية مشددة في محطات المترو والسكك الحديد والمطارات. وهي طالبت المواطنين بتوخي الحذر وإبلاغ الجهات المعنية في حال الاشتباه بوجود أجسام غريبة في المرافق العامة، ما عكس درجة الذعر التي سببها الانفجار والمخاوف من أن يكون مقدمة لشن سلسلة هجمات إضافية مماثلة لأخرى شهدتها روسيا سابقاً. وعلى رغم أن النيابة العامة الروسية فتحت تحقيقاً جنائياً «تحت باب الإرهاب»، اكتفى بوتين بإعلان أنه طالب أجهزة التحقيق «بدرس كل الاحتمالات، وبينها أن يكون التفجير ناجماً عن اعتداء إرهابي»، علماً أن تنظيم «داعش» الذي استقدم مقاتلين من الشيشان، كان هدد بشن هجمات في أنحاء روسيا رداً على تدخلها العسكري في سورية، ما جعل أجهزة الأمن في حال تأهب قصوى لمواجهة المتمردين الشيشان العائدين من سورية. وتوالت ردود الفعل الدولية على التفجير. ووجه الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي (ناتو) وبلدان أوروبية التعازي للشعب الروسي، منددة بالتفجير، ومؤكدة تضامنها مع روسيا في مواجهة الإرهاب. وقبيل ساعة الذروة المسائية، حصل الانفجار لدى تحرك قطار بين محطتين تقعان في وسط بطرسبورغ، ما أدى إلى معلومات عن حصول تفجيرين متزامنين، قبل أن يوضح المحققون أن سائق القطار اتخذ قراراً سريعاً بمواصلة التحرك، وعدم إيقاف القطار داخل النفق. وكشف المحققون أيضاً أن العبوة الناسفة المستخدمة صنعت يدوياً، واحتوت كمية تتراوح بين 200 و300 غرام من مادة «تروتيل» التي لم يتسبب انفجارها في اندلاع حريق. وأدى الانفجار إلى حدوث فتحة كبيرة في جانب عربة المترو، وتناثر الحطام على الرصيف. وشوهد ركاب يحطمون نوافذ عربة مغلقة. وأظهرت لقطات مصورة مصابين يرقدون على رصيف المحطة، بينما يعالج أفراد خدمة الطوارئ والركاب بعضهم. وفرّ آخرون من المحطة وسط سحب من الدخان. وأفاد التلفزيون الروسي بأن كثيرين عانوا من جروح بسبب شظايا الزجاج والمعادن. ودفع الحادث الأول من نوعه في بطرسبورغ إلى اتخاذ تدابير أمنية حازمة، وإجراء عمليات تفتيش واسعة في شبكة مترو الأنفاق، ما ساعد في العثور على عبوة ناسفة ثانية قبل انفجارها قالت مصادر أمنية إنها مشابهة في تركيبها للعبوة الأولى، لكنها مزودة مواد معدنية صغيرة تزيد من قدراتها التدميرية، وكانت مموّهة على شكل أسطوانة لإطفاء الحرائق. ونشرت النيابة العامة صوراً التقطتها كاميرات مراقبة لشخص يشتبه بأنه ترك حقيبة احتوت العبوة الناسفة التي انفجرت داخل عربة مترو الأنفاق.