قتل 37 شخصا على الأقل وجرح 38 آخرون أمس في انفجارين انتحاريين بمحطتي مترو (لوبيانكا) و(بارك كولتوري) وسط العاصمة الروسية موسكو، على مقربة من الساحة الحمراء وقصر الكرملين ومجلس الدوما، وذلك خلال ساعة الازدحام، وفق ما أعلنته وزارة الطوارئ الروسية. وأعطى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أوامره لكبار المسؤولين بمحاربة الإرهاب دون تردد وحتى النهاية. وقال ميدفيديف: إن روسيا لن تتهاون في اقتلاع الإرهابيين وأمر بتعزيز الإجراءات الأمنية في شتى أنحاء البلاد. وذكر مصدر أمني أن الانفجار الأول وقع في تمام الساعة 7.57 صباحا في محطة لوبيانكا وأصاب المقطورة الثالثة من القطار الذي كان يقل عددا كبيرا من المواطنين الذين توجهوا إلى عملهم مع ساعات الصباح الباكر، ووقع الانفجار لحظة وصول القطار إلى موقف المحطة وتسبب بمقتل 24 على الأقل منهم 13 قضوا داخل عربة القطار و11 ممن كانوا ينتظرون وصوله على رصيف المحطة. ووقع الانفجار الثاني الساعة 8.36 في النفق الواصل بين محطتي (بارك كولتوري) و(فرونزينسكايا) وأسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل. وقالت مصادر طبية روسية إن غالبية الجرحى من جراء الانفجارين في حالة حرجة. وقال مسؤول أمني روسي إن انتحاريتين نفذتا الاعتداءين الانتحاريين، وأضاف أن العمل جارٍ على تحديد هويتيهما (التحقيقات تفيد أن وجهي الإرهابيتين واضح إلى حد ما). وأشار المصدر إلى أن التحقيق الأولي أظهر أن الانفجار الذي دمر العربة (بارك كولتوري) نتج عن عبوة ناسفة قوتها 500 إلى 2000 غرام من مادة التروتيل، انفجرت على ارتفاع 100 120 سم وكانت مثبتة على جسم امرأة، على الأرجح، كما أشار إلى ذلك ما يمكن أن يكون أشلاء مَن نفذ العملية التفجيرية الإرهابية. هذا وقد نشرت الشرطة الروسية صورا لامرأتين أخريين أظهرت تسجيلات الكاميرا في المحطتين ضلوعهما في تقديم مساعدة للانتحاريتين. وقد اتخذت السلطات الأمنية الروسية عقب الانفجارين إجراءات إضافية عدة وفرضت حراسة مشددة على محطات القطارات والمطارات في موسكو وبقية المدن الكبيرة في البلاد. وتعليقا على الحادث، ربط رئيس لجنة الأمن في مجلس الدوما الروسي فلاديمير فاسيليف التفجيرين بعمليات مكافحة الإرهاب التي تجري في شمالي القوقاز، لكنه أكد أن الوقت ما زال مبكرا للحديث عن إنشاء لجنة حكومية خاصة لتحري ملابسات الحادث. وقال فاسيليف «لا يوجد لدينا أدنى شك عن الجهة التي تقف وراء العملية، لأن عمليات مكافحة الإرهاب في شمالي القوقاز انتهت منذ مدة وجيزة». وأكد المحلل السياسي الكسندر بيكايف في حديث ل(روسيا اليوم) أن اختيار مكان تنفيذ العمليتين الإرهابيتين لم يكن بمحض الصدفة، حيث إن الانفجار الأول وقع بالقرب من مقر هيئة الأمن الفدرالية، بينما وقع الثاني في محطة المترو القريبة من مكاتب عدد من الوكالات والقنوات التلفزيونية، وكل ذلك يدل على أن الانفجارين عبارة عن رسالة موجهة إلى السلطات الروسية. وأكد المحلل السياسي أنه رغم انتهاء الحرب في الشيشان فإن الوضع في شمالي القوقاز لم يستقر حتى الآن. وأضاف أن الإرهاب ظاهرة خطيرة، حيث نجد أن الإجراءات الأمنية كثيرا ما تكون عاجزة وغير قادرة على التصدي لها. وأشار المحلل أيضا إلى أن زمن تنفيذ العمليتين هو الآخر كان مدروسا؛ لأن المترو يكون في هذه الساعات مكتظا بالناس المتوجهين إلى أماكن عملهم ودراستهم.