أكد رئيس الرقابة على المصنفات الفنية في مصر سيد خطاب أن فيلم «زنا المحارم» للمخرجة إيناس الدغيدي والمأخوذ عن رواية «الصمت» للأديبة التونسية مي زيادي خادش للحياء والآداب العامة بسبب مشاهد خشنة إلى جانب مشاهد اعتداءات الأب الجنسية على ابنته، والتي يجب أن تظهر على أنه مريض نفسياً وليس من باب الحريات، كما أرجأت الرقابة أيضاً البت في فيلم «كف مريم» للمخرجة ذاتها حتى لا تزيد ثورة الأقباط في مصر. وتحدث رئيس الرقابة عن الملاحظات الرقابية والمشاهد المحظورة بالفيلم والتي تطالب الرقابة بتعديلها، مشيراً إلى «ضرورة إظهار هذا الأب بأنه مريض نفسياً وليس شخصاً سوياً، من خلال المعالجة الدرامية للفيلم حتى يبدو أن تصرفه مسألة درامية وسيكو دراما أكثر منها حرية في طرح موضوع جريء. فمن المهم إظهار هذا المرض النفسي على رغم كل ما يحدث ونسمع عنه من أحداث مماثلة لذلك في الصحف اليومية». وشدد خطاب على «أن اللقاء مع أسرة الفيلم سيكون لتعديل المعالجة وتعديل بعض المشاهد والإجابة على ملاحظات الرقباء من خلال مناقشة صادقة للعمل حتى نصل للصيغة النهائية في شأن السيناريو، فإذا تم تعديل المحاذير الرقابية فهذا شيء جيد، وإذا رفضوا التعديل عليهم الذهاب بالفيلم إلى لجنة التظلمات العليا، لأننا سوف نرفض السيناريو ولن نصرح بتصويره ما لم يتم تعديل المحاذير الرقابية». وفي سياق متصل، قال السيناريست الدكتور رفيق الصبان أن رفض الرقابة للسيناريو ليس نهائياً وإلا ما كانت طلبت استدعاءنا أنا والمخرجة للنقاش والحوار مع الرقباء لبيان وجهات النظر المختلفة حيال السيناريو الذي تراه الرقابة مثيراً وشائكاً وصادماً. وأوضح الصبان أن سيناريو فيلمه كتبه بشاعرية شديدة وبصدق أشد وهو يعالج قضايا واقعية في المجتمع المصري وتدور أحداثه من خلال قصة نفسية حول مأساة طبيبة نفسية تكتشف أن في ماضيها مريضة رفضت علاجها لتعيش هي نفسها ذات المرض ومن خلال اعتداء أب على ابنته». وفي الوقت ذاته، أكدت المخرجة إيناس الدغيدي، بعد أزمة فيلميها الجديدين «زنا المحارم» و «كف مريم» مع رقابة المصنفات الفنية، أنها «لم تعد تعمل في السينما بمزاجها وأن الظروف الراهنة تقف أمام حرية الإبداع». وتابعت: رواية «كف مريم» من الأعمال التي تتناول قصص بشر مسيحيين في مصر مثل «بحب السيما» و «بنت من شبرا» وهذه القصة تتحدث عن التطرف، فلو وجد التطرف في دين، فمن المؤكد أن يكون في الدين المقابل تطرف أيضاً، لذا فهي تتحدث عن التطرف الإسلامي وفي مقابله التطرف المسيحي وقد رأت الرقابة عدم التصريح بهذه القصة الآن لأنها غير مناسبة للظروف الراهنة إلا أن السيناريو الآخر الذي أتصدى لإخراجه في الفترة المقبلة هو «زنا المحارم» أتمنى ألا يتم تشويهه رقابياً حتى يسمح بتصويره».