على رغم منح استطلاعات الرأي إياه نسب تأييد تتراوح بين 17 و19 في المئة، يراهن مرشح اليمين للرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون، قبل ثلاثة أسابيع على تنظيم الدورة الأولى، على قدرته على إعادة تعبئة الناخبين الذين تحولوا عنه بسبب ملاحقته قضائياً بتهمة الفساد والاختلاس. وأجرى فيون تعديلات في حملته الانتخابية، وتخلى عن وضع الضحية والمستهدف ب «مؤامرة منسقة» بين الحكم الاشتراكي والإعلام للحيلولة دون بلوغه الرئاسة، وتطبيق برنامجه ل «إنقاذ فرنسا»، واستبدله بنهج التركيز على التحسن الذي سيطرأ على الوضع في فرنسا كونه «المرشح الوحيد الذي يمثل بديلاً فعلياً للحكم الحالي والقادر على معالجة مشكلة العجز والديون، وطرح إصلاحات ملموسة وليس قفزة في المجهول». وما يشجع فيون وأنصاره على إمكان إعادة إنهاض الحملة هو المشاركة الكثيفة في مهرجانات المناطق، لكن الاستطلاعات تشير إلى ضرورة تعبئته 15 مليون ناخب على الأقل للحلول بدلاً من مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، أو مرشح الوسط إيمانويل ماكرون في الدورة الانتخابية الثانية. وهو يعتبر على غرار معاونيه أنه لا يزال قادراً على تحقيق مفاجأة، كما فعل في الانتخابات التمهيدية لحزبه «الجمهوريين» على حساب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في الدورة الأولى، ثم على رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه في الدورة الثانية. ويؤكد جيروم شارتييه، مستشار فيون، أن المفاجأة «ستأتي من الأصوات الخفيّة لناخبين لا يبوحون بعزمهم على الاقتراع لمصلحته بعد التحامل الكبير عليه في قضية الوظائف الوهمية لزوجته بنيلوب وولديه». وتستند المراهنة إلى أن فيون كان يحظى قبل شهرين بنحو 36 في المئة من التأييد، وأن مؤيديه السابقين توزعوا بين لوبن وماكرون، فيما اختار بعضهم الامتناع عن التصويت، و «لا بدّ بالتالي من العمل لاسترجاعهم». وفيون مدرك أن ناخبي لوبن أكثر تماسكاً من ناخبي ماكرون الشاب الذي لا يستند إلى قاعدة حزبية منظمة والذي تبلورت حملته من لا شيء خلال الأشهر القليلة الماضية، وتغذت من رغبة كثيرين باختبار مرشح جديد ومختلف عما عهدوه حتى الآن. لذا يركز هجماته على ماكرون الذي يصفه بأنه «وريث عهد الرئيس الحالي فرنسوا هولاند، بعدما عمل مستشاراً له، ثم وزيراً في حكومته». كما يشن ضده حملة ازدراء تطاول ماكرون شخصياً عبر وصفه بأنه «محتال، وغير ناضج»، وينتقد خصوصاً خطته لإقرار خدمة عسكرية الزامية للشباب لمدة شهر، والتي يعتبرها «خطيئة بحق الذكاء». أما المقربون من ماكرون والذين يحتمل أن يتولوا مناصب رسمية في حال فوزه بالرئاسة، فيصفهم فيون بأنهم «مرشحو إنترنت» و «مخادعون».