يعتبر المواطن في منزله وحيه ومقر عمله أهم حلقات الأمن، كما أنه أهم عناصر المنظومة الاجتماعية، ولهذا نجد الدول تفرد له مساحة واسعة في المجالين الأمني والاجتماعي، من هذا المنطلق شكلت مجتمعات عدة لهذا الغرض، وفي مقدمها مجالس الأحياء، ومنطقة جازان كان لها السبق في هذا المجال إلى عهد قريب، إلا أنها اختفت من دون أن ندرك سبب اختفائها، وبالنظر للمستجدات على الساحة أصبح من الضروري إشراك المواطن لتشكل حلقة أمنية واجتماعية داخلية على درجة كبيرة من الأهمية، ولتحقيق ذلك أرى إعادة تشكيل مجالس الأحياء بطريقة منظمة، وفي الإطار الذي نحقق من خلاله أهدافاً عدة، وأن يتشكل المجلس من العناصر الآتية: عمدة الحي، وإذا تعذر فهناك في كل حي عدد كبير من المتقاعدين من ذوي الرتب الكبيرة «مدنيين وعسكريين» يمكن أن يقوموا بهذه المهمة بصفة تطوعية، وأن يكون اختيارهم من الحي نفسه. خمسة أعضاء: يتم اختيارهم من أهل الحي، ويفضل أن يكونوا موزعين، أي يكون مقر سكنهم في أرجاء الحي، شماله وجنوبه وشرقه وغربه ووسطه. ضابط صف من الأمن الداخلي، يكون ارتباطه بالعمدة أو من ينوب عنه. أن يكون لهم مقر دائم يدبرون منه شؤون الحي، وبه مكتب مزود بسجلات لساكني الحي وعلى درجة عالية من السرية. أن تكون مهام المجلس كالآتي: أمنية: أن يقوم العمدة بعمل سجل كامل لساكني الحي، أي يكون لكل أسرة في الحي ملف خاص بها، وتكون هذه الملفات على درجة عالية من الأهمية والسرية، وأي مستأجر في الحي يلتزم مكتب العقار، أو صاحب العقار المؤجر بتزويد العمدة بنسخة من عقد الإيجار موضح بها معلومات وافية عن المستأجر. كما يقوم العمدة بحصر المباني غير المشغولة بسكان، وتعميد أصحابها بتأمينها حتى لا تكون مقرات سهلة لمن يُبيت النيات الشريرة، وهذا يسري على أي مبنى في طور الإنشاء، يضاف إلى هذا أن يُبلغ أي ساكن جديد «مالكاً أو مستأجراً» عمدة الحي بمجرد نزوله في الحي. اجتماعية وإدارية: يعتبر عمدة الحي وأعضاء مجلس الحي هم الأقرب إلى سكان الحي والأكثر إطلاعاً على أحوالهم الاجتماعية ومساعدتهم في حل كثير منها، وتقديم الصورة الحقيقية لحاجاتهم عند تقديمهم للضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية. وفي المجال الإداري: المحافظة على نظافة الحي ومطالبة الجهات الخدمية بتحسين شوارع الحي وإدامة نظافتها. ولتحقيق العناصر الاجتماعية والإدارية يقوم العمدة بعقد اجتماعات لسكان الحي يعالج فيها كل ما يمكن علاجه، وطرح حاجات الحي ومطالبه والرفع بها إلى الجهات المختصة. في حال الموافقة على تشكيل مجالس الأحياء يجب وضع الضوابط المناسبة التي تساعدهم في القيام بواجباتهم على أكمل وجه، وأن تبلغ الجهات الإدارية ذات العلاقة ومختلف الجهات الأمنية. المهم هناك الآن مجالس أحياء قائمة في أكثر من منطقة ولها دور فعال، واجتماعاتهم متواصلة ولهم نشاط مشهود، والأكثر أهمية أن نضع المواطن في دائرة المسؤولية الأمنية والاجتماعية ليشكل أهم الحلقات. منصور محمد مكين - جازان [email protected]