كلف وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وكيل الوزارة المشرف على الشؤون الإدارية والمالية في الوزارة الدكتور علي العطية، بمتابعة قضية الطالبَين السعوديَين الشقيقَين، اللذَين فصلتهما إحدى الجامعات الأردنية، على خلفية «مداخلة» لأحدهما خلال محاضرة ألقاها الملحق الثقافي السعودي في الأردن الدكتور علي الزهراني. وقال الشقيق الأكبر للطالبَين صالح آل منصور، الذي التقى ظهر أمس الوزير العنقري، في اتصال هاتفي مع «الحياة»: «إن وزير التعليم العالي، أبدى تعاطفاً مع قضية شقيقيّ يحيى وعلي، ووعد بمتابعتها وحلها». ويدرس الشقيقان في جامعة أهلية في الأردن، الأول في تخصص «إدارة الأعمال» ولم يتبق على تخرجه سوى 24 ساعة دراسية، فيما يدرس الثاني «أنظمة معلومات حاسوبية»، ويتبقى له 17 ساعة. ومن المقرر ان يخوض الأخوان آل منصور اختبارات نهاية العام الدراسي يوم غد. ويدرس يحيى على نفقته الخاصة، فيما التحق علي في برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي»، منذ عام ونصف العام. وقدم صالح إلى الوزير خطاباً (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أوضح فيه أن شقيقَيه يحيى وعلي «تعرضا للفصل من الجامعة وهما على وشك التخرج». وعزا السبب إلى «مداخلة قدمها علي، أثناء كلمة ألقاها الزهراني في الجامعة، اتهم فيها الطلاب السعوديين بأنهم شكلوا تجمعات وانتهكوا الأمن الأردني»، موضحاً أن «الطلبة السعوديين رفعوا إلى السفير السعودي في الأردن فهد الزيد، عبر خطاب قدموه له مباشرة في لقاء حدث قبل نحو شهر، أوجه القصور في عمل الملحقية الثقافية، وأشاروا فيه إلى أنها لم تقم بواجبها كما يجب». وذكر صالح أن هذا الخطاب تسبب في محاولة الزهراني «الالتفاف على قصوره الذي أثارته وسائل الإعلام، عبر توجيه التهم إلى الطلبة في حضور جميع من شاهد لقاء الجامعة». وأضاف «أثارت محاولة شقيقي توضيح الأمر، امتعاض الزهراني، ما تسبب في طرده من قاعة اللقاء بقرار من مدير الجامعة، وفي اليوم التالي صدر قرار بفصله، وحين حاول شقيقه يحيى، التظلم من القرار، صدر قرار لجنة التأديب بفصله هو الآخر». وذكر ان الملحق الثقافي «لم يتحرك لدى إدارة الجامعة، لإعادة الطالبَين المفصولَين»، معتبراً ذلك دليلاً على «دوره في فصلهما، وبخاصة أنه السبب في ما حدث لهما». وطالب صالح، الوزير، ب«النظر إلى الموضوع بعين العدل، وإنصاف الطالبَين من ظلم الملحق الثقافي». فيما تمنى في تصريحه إلى «الحياة»، بأن «تعجل وزارة التعليم العالي، في إيجاد حل للمأساة التي ألمت في الأسرة، التي كانت تنتظر تخرج ابنيها بفارغ الصبر». وحاولت «الحياة» الحصول على توضيح من الملحق الزهراني، بيد أنه اعتذر في اتصال هاتفي معه أمس، عن عدم الإجابة عن استفسارات «الحياة». فيما أوضح في تصريح سابق، أنه حاول في شكل ودي، إقناع مدير الجامعة بالتراجع عن القرار. وعزا عدم تدخله الرسمي إلى «أننا نحترم أنظمة الجامعة، ولدينا تعليمات واضحة من وزير التعليم العالي والسفير بعدم التدخل في قراراتها». وكان 60 طالباً سعودياً، عقدوا اجتماعاً قبل نحو ثلاثة أشهر، خرجوا منه بخطاب، رفعه ستة نيابة عنهم، إلى السفير الزيد. تضمن ملاحظات حول أداء الملحق والملحقية، وتعاملهم، الذي «تحكمه المحسوبيات». ونقل الطلاب عن السفير تجاوبه مع خطابهم، ووعدهم بدرس تلك المطالب، فيما اعتبر الزهراني خلال اللقاء المنعقد في الجامعة، التجمع والخطاب «اختراقاً لأمن الأردن، وإساءة إليه».