عكست ردود الفعل الإسرائيلية على إعلان واشنطن توصلها لقناعة مفادها أن تمديد إسرائيل فترة تجميد البناء في المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة لن يوفر القاعدة المطلوبة لاستئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ارتياحاً إسرائيلياً، فيما سارع مستشارو رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى التأكيد بأن «واشنطن لمست الاستعداد الجدي لنتانياهو للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين»، وأن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب لم ولن تتضرر كذلك التنسيق بينهما في كل ما يتعلق بإجهاض أية محاولة للالتفاف على المفاوضات الثنائية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن أوساط قريبة من نتانياهو ان الأخير «ليس خائب الأمل» من إعلان واشنطن، وأنه نجح في مسعاه بألا تحمّل الإدارة الأميركية إسرائيل المسؤولية عن تعثر الجهود لاستئناف المفاوضات، كما أنه مرتاح لمستوى التنسيق القائم بين إسرائيل والولاياتالمتحدة. وقال المستشار السياسي لرئيس الحكومة رون دريمر إن واشنطن ستبادر إلى إطلاق هيكلية جديدة للمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وإن «نتانياهو لم يتراجع عن نيته التوصل إلى اتفاق». وأضاف أن الخطوات التي اتخذها نتانياهو في الشهر الأخير واستعداده لتجميد البناء لفترة أخرى «أقنعتا أميركا بجدية نياته للتوصل إلى اتفاق». وتابع أن من المهم أن تواصل واشنطن منع المحاولات للالتفاف على المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية «مثل المبادرة التي قامت بها الأرجنتين والبرازيل بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة». وأعرب عن قناعته بأن إسرائيل ستحصل على الطائرات الحربية الأميركية المتطورة من طراز «إف. 35» على رغم عدم التوصل إلى اتفاق على تجميد الاستيطان. وقال نير حيفيتز الناطق باسم نتانياهو لإذاعة الجيش الاسرائيلي ان «الجانب الاميركي وصل الى نتيجة ان تجميد الاستيطان في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لن يؤدي الى تسوية المشكلة (...) قلنا منذ البداية ان الاستيطان لا يشكل اساس النزاع وانه يستخدم ذريعة من قبل الفلسطينيين لرفض التفاوض». واضاف ان «توقعات الفلسطينيين الذين كانوا يعتقدون ان بإمكاننا الوصول الى اتفاق حول الحدود خلال الثلاثة اشهر من التجميد لم تكن معقولة». وقال مستشار الأمن القومي لرئيس الحكومة عوزي أراد للإذاعة العسكرية إن جميع الأطراف معني بمواصلة المفاوضات المباشرة وان «إسرائيل لا تنوي مجرد المماطلة». وتابع أن ثمة استعداداً حقيقياً لدى رئيس الحكومة لإنجاح المفاوضات، وأن الولاياتالمتحدة على يقين من أن نتانياهو معني بنجاح المفاوضات، «لكن لا يمكن حل جميع المسائل تحت جدول زمني مصطنع». وحذّر رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية شاؤول موفاز من أن تجميد العملية السياسية مع الفلسطينيين يقرّب الطرفين إلى مواجهة عسكرية «يكون فيها ثمن الدماء اعلى من الماضي».