قال مسؤول إغاثة كبير إن مرض الكوليرا الفتاك يتفشى في الصومال، الذي يعاني الجفاف، فيما تتلاشى مصادر المياه النظيفة وهو ما يعمق من الأزمة الإنسانية في بلد على شفا المجاعة. وقال رئيس عمليات الاتحاد الأوروبي للإغاثة في الصومال، يوهان هيفينك، أول أمس الخميس إن «الصومال سجّل أكثر من 18 ألف حالة إصابة بالكوليرا حتى الآن، في حين كان يصل إلى 15 ألف حالة في 2016 وخمسة آلاف حالة في الأعوام العادية». وتودي السلالة الحالية من المرض بحياة مصاب من بين كل 45 مريضا، وتُعتبر الأكثر فتكاً. ويعاني الصومال من جفاف شديد بما يعني أن من المتوقع أن يحتاج أكثر من نصف سكانه البالغ عددهم 12 مليون نسمة لمساعدات بحلول تموز (يوليو). واضطرت العائلات لشرب مياه موحلة وملوثة مع عدم هطول أمطار وجفاف الآبار والأنهار. وقالت شبكة معلومات أمن الغذاء، التي يشارك في رعايتها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في تقرير أمس الجمعة إن «الصومال واحد من أربع دول أفريقية تواجه خطرا مرتفعا بالتعرض لمجاعة». وعادة ما يمتد موسم هطول الأمطار في الصومال من آذار (مارس) وحتى (آيار) مايو، لكن الأمطار لم تهطل هذا الشهر. وضرب الجفاف منطقة أرض الصومال الانفصالية في الشمال بشكل خاص حيث توقفت الأمطار عن الهطول في العام 2015، ما تسبب في نفوق ماشية كانت أسر البدو تعتمد عليها للبقاء. وكانت آخر مجاعة ضربت الصومال في العام 2011، تسببت في وفاة أكثر من 260 ألف شخص. وأضاف هيفينك أن «وكالات الإغاثة تعمل أوقاتاً إضافية لمحاولة منع وقوع مأساة مماثلة بنقل مياه نظيفة في شاحنات وتكثيف عمليات توزيع الغذاء والنقود»، مؤكداً أن «الفرق الأساسي هذه المرة هو أننا بدأنا الاستعداد وتكثيف عمليات الإغاثة مبكراً».