أبدى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة أنطونيو غوتيريش استعداده لتبني القرارات الداعمة للعراق في المنظمة و «إنهاء مفاعيل» بعض القرارات بسبب النظام السابق»، فيما دعت الحكومة العراقية الى مشاركة دولية في إعمار المناطق المحررة من «داعش». ووصل غوتيريش أمس إلى بغداد، في زيارة هي الأولى منذ تسلمه منصبه، على رأس وفد كبير يمثل مختلف منظمات الأممالمتحدة والتقى عدداً من المسؤولين، بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، وبحث معهم في ملفات عدة، في مقدمها أوضاع النازحين وجهود الإغاثة المقدمة إليهم. والتقى فور وصوله وزير الخارجية ابراهيم الجعفري واستعرض معه مجمل الأوضاع الإنسانية والأمنية والسياسية وجهود العراقيين وانتصاراتهم المتحققة ضد عصابات «داعش» الإرهابية، وأكد أهمية زيادة حجم المساعدات. وقال الجعفري، في بيان إنه «أكد لوفد الأممالمتحدة، أن المدن العراقية في حاجة إلى إعادة إعمار البنى التحتية وتوفير المستلزمات الضرورية لعودة النازحين، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل الدول التي دافع العراق نيابة عنها ضد إرهابيي داعش»، وأشار الى أن «العراق في حاجة إلى خطة شبيهة بمشروع مارشال الذي ساهم في بناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لدعم التنمية وتجاوز آثار الحرب». ودعا الى «تبني مشروع تجريم الفكر الإرهابي ومحاربة التطرف وحماية المجتمعات من خطر تجنيد أبنائها والانخراط في المجموعات المتطرفة»، وطالب ب «دعم مرشح العراق للحصول على مقعد في لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (أسكوا) وتمثيل العراق في المزيد من المنظمات الدولية». ونقل البيان عن غوتيريش قوله إنه يعتبر «الزيارة تاريخية وتأتي للتضامن مع الشعب في حربه على الإرهاب»، وأكد أن «تحرير الموصل وهزيمة داعش سيساهم في دعم وحدة العراق والعمل على تطوير مؤسساته في المرحلة المقبلة». وأضاف: «نعمل ونساعد الحكومة في بناء المؤسسات وتقديم الخدمات المطلوبة إلى العراقيين»، وأبدى استعداده ل «دعم العراق في الأممالمتحدة وإنهاء مفاعيل بعض القرارات التي شملته بسبب النظام السابق ودعم اقتراحه تجريم الفكر الإرهابي والعمل على منع انتشاره». وتابع أن «الأممالمتحدة ستستمر في مساعدة العراق بعد القضاء على عصابات داعش الإرهابية وإعادة الإعمار وتقديم المساعدات في مختلف المجالات إلى العائلات النازحة والمساهمة في استقراره وازدهاره»، ووعد ب «دعم مساعي بغداد للحصول على المناصب القيادية في منظمات الأممالمتحدة»، مشيراً الى أن «الحضارة بدأت من العراق وهو سينتصر على التحديات». واجتمع غويتريش برئيس البرلمان سليم الجبوري وأفاد بيان للأخير أن الزيارة «تأتي في ظرف مهم وحساس وتاريخي، حيث تواجه البشرية أشرس محنة وأخطر حرب في مواجهة الجماعات المتطرفة الدموية والإرهابية التي تسعى إلى أنهاء مظاهر الحياة». وحض الأممالمتحدة على «مضاعفة دعم الجهد الإنساني لاستيعاب تفاقم المشاكل التي بدأت تظهر بسبب ضعف المقدرات»، مؤكداً «تحفظه ورفضه أي تدخل خارجي او وجود عسكري لأي دولة على أرضنا من دون التنسق مع الحكومة ونعتقد بأن هذا الأمر يمس السيادة». ومن المقرر أن يزور الأمين العام للأمم المتحدة في وقت لاحق إقليم كردستان لمناقشة عدد من القضايا مع القادة الأكراد وفي مقدمها الأوضاع في المناطق المتنازع عليها ومخيمات النازحين في الإقليم.