بعد خسارة منتخبنا أمام اليابان بهدفين نظيفين أصبح وضعنا صعبا وصعبا للغاية، ليست القضية أن نخسر أمام اليابان وإن كانت أمرا غير مقبول، وليس الأمر أننا أهدرنا للآن أربع نقاط ثمينة جدا في مسيرتنا للتأهل لنهائي كأس العالم القادمة، بل المشكلة الحقيقية التي نواجهها هي أن منتخبنا بقيادة مانشيني واضح جدا وجليا أنه غير قادر على إحداث الفارق، غير قادر على قلب النتائج، مانشيني لا يستطيع العودة في المباريات، مانشيني لا يستطيع فرض الهيمنة والسيطرة بالأهداف، مانشيني ما زال يجرب ويبحث عن تشكيلة تنقذه، ليس لديه خطة واضحة ولا رؤية واضحة، وما زلنا لغاية الآن لا نعرف شكل المنتخب وكيف يلعب وماذا سيفعل إذا تأخر بالنتيجة، حقيقة كنا قد أشدنا في مانشيني حين تولى مهامه، وكنا نعتقد أن البدايات لا يمكن الحكم من خلالها، لكن أما وقد بانت الحقيقة، فبقاء مانشيني يعني خروجنا من التصفيات. واضح جدا أن مانشيني لكي يفوز يحتاج إلى أمرين مجتمعين أو منفردين، يحتاج إلى فريق ضعيف لكي يفوز عليه، أو فريق يرتكب الأخطاء ليستغلها، لكن إذا واجه فريقا منظما وقليلا ويمتلك قوة ولو كانت بسيطة، فإن مانشيني يكون متفرجا مثلنا مثله، حتى في التبديلات تشعر أنه يقوم وفقا لما هو مكتوب وليس وفقا لمجريات اللعب، كثيرة هي الأخطاء التي ارتكبها منذ لقاء الأردن الذي خسرناه، وحتى لقاء اليابان الأخير، أخطاء تكتيكية فنية تنظيمية، هي التي جعلتنا نخرج منهزمين بالنتيجة وبالروح المعنوية أمام اليابان. لا هدف من التحليل لمباراة اليابان، فأهداف اليابان التي سجلت في مرمى منتخبنا بسيطة وسهلة جدا، لكن كيف لأفضل لاعب في آسيا وأقوى جناح هجوم في آسيا، سالم الدوسري أن يلعب في وسط الملعب كصانع لعب، قوة سالم في الجناح، مع المنتخب ومع الهلال، سالم ضائع في مركزه الحالي مع مانشيني، كذلك عدم وجود لاعب محور يخلف سلمان الفرج يستطيع أن يوجه الفريق ويعيد تنظيمه، رغم أن سلمان الفرج ما زال يلعب للآن، لكن مانشيني لم يستدعه بسبب أنه يلعب في الدرجة الأولى، أيضا عملية وضع فراس البريكان كرأس حربة، دون وجود أجنحة قوية ضاغطة تزوده بالكرات وتخلق له المساحات، إبقاء غريب في الاحتياط رغم أنه لاعب مهم ويستطيع أن يحدث الفارق في أي لحظة من الشوط الأول، لم يكن اختيار الحارس موفق أبدا، نعم غياب كنو مؤثر وكذلك الغنام، لكن لدينا بدائل تعلب في الأندية قوية ومناسبة وتنتظر فرصتها. مهما حللنا وكيفما وضحنا ماذا حدث، فإن المسؤولية كاملة تقع على سياسة السيد مانشيني، رغم احترامي له ولتاريخه، لكن لا يصلح للمنتخب، ليس مدربا حاسما، خسارتنا أمام اليابان وضعتنا في المركز الثالث خلف أستراليا وبنفس النقاط، وأعطت مفتاح التأهل لليابان التي حققت العلامة الكاملة تسعة نقاط، وكما قلت سابقا، المشكلة ليست في خسارتنا أمام اليابان، بل المشكلة الحقيقية تكمن في أننا قد لا نتمكن من العودة وضمان التأهل، ما زال لدينا فرصة قوية، كل ما يلزمنا الآن هو هزيمة أستراليا وضمان البقاء في المركز الثاني خلف اليابان، لكن أي هزة أخرى قد نجد أنفسنا خارج المنافسة، أو نعتمد على نتائج غيرنا كي يلحقنا فرصة للتأهل، وهذه ليست السعودية سيدة آسيا، ولا هذا ما نتمناه و نستحقه. لا بد من مدرب تكتيكي، التأهيل البدني والفني كل لاعبي المنتخب يتلقونه في أنديتهم القوية ومع لاعبين عالميين، لكن نريد أن يلعبوا ضمن إمكانياتهم، تظهر روح الفريق، نريد إعطاء فرصة للاعبين متميزين، عودة سلمان الفرج أمر مهم جدا، ولا بد منها، المزيد من مباريات تجريبية للمدرب الجديد وليس لمانشيني، نرجوكم تحركوا قبل فوات الأوان. د. طلال الحربي - الرياض