كشف مدير مركز القوات المسلحة للرعاية الصحية النفسية في الطائف الاختصاصي النفسي الدكتور أحمد الناشري عدم وجود أميين في صفوف جميع رجال الأمن الذين شاركوا في العمليات الحربية في منطقة جازان في فترة المعارك بين القوات السعودية وفلول المتسللين، وذلك من خلال دراسة أجراها أخيراً، استغرق عملها خمسة أشهرعلى الشريحة التي تتراوح أعمارها من 21 عاماً إلى 52 عاماً، شملت جميع الرتب العسكرية من ضباط وجنود وعرفاء ووكلاء رقباء وغيرهم. وطالب الناشري بضرورة توحيد زيادة مستوى الدراسات الميدانية للعسكريين في السلم أو الحرب، مشيراً إلى أن قطاع القوات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط يفتقر بشكل عام إلى الدراسات الميدانية التي يحتاجها القطاع العسكري. واقترح مدير مركز القوات المسلحة للرعاية الصحية النفسية إنشاء مكتب خبراء يقدم دراسات وبحوثاً عن العسكريين المشاركين في المهمات الخاصة بقطاع الدفاع والطيران يؤدي خدماته العلمية والبحثية يرتبط بمساعد وزير الدفاع والطيران أو برئيس هيئة الأركان. وشدد في جلسة أمس في مؤتمر الطب العسكري التي جاءت بعنوان «علاقة أنماط الشخصية ببعض الاضطرابات النفسية المرتبطة بالعمليات الحربية» على اعتماد العمليات الحربية في بعض جوانبها المختلفة على مجموعة من المهارات والقيم المكتسبة إضافة إلى إثبات الشخصية العسكرية واستقرارها، مبيناً أن هذه العلميات تؤثر على الإنسان المشارك فيها فتظهر أشكال من السلوك المصاحب لطبيعة وظروف الحرب المتأثر بها وبقسوتها سواء كان هذا السلوك إيجابياً مثل القوة والحماس والمبادرة والإيثار والتفاعل والحذر، أو يخضع المصاب نفسياً للعلاج وإعادة التأهيل النفسي المناسب. وقال: «يعتبر المرور بخبرات غير عادية «صادمة» مثل الحروب، سواء للمدنيين أو العسكريين المشاركين فيها، عاملاً مسبباً لظهور بعض الاضطرابات النفسية وعلى رأسها اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق والاضطرابات «السيكوسوماتية». من جانبه، أكد المدير العام للإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي، أن خطة الخدمات الطبية للقوات المسلحة أثناء العمليات العسكرية في الحدود الجنوبية للمملكة، وضع خطة عسكرية للخدمة الطبية تتفق تماماً مع المعايير العسكرية المتعارف عليها من عمليات الفرز والإخلاء وتقديم الخدمة الطبية المتقدمة. وفي المؤتمر، استعرض مدير إدارة مستشفيات القوات المسلحة في الرياض اللواء الطبيب سعيد بن محمد الأسمري «دور الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة في المهمات الإنسانية والمهمات العسكرية» كالإسناد الإداري والحيوي للقوات المشاركة في العمليات العسكرية التي تمثل الدور «الكلاسيكي» لأي خدمات طبية مماثلة، موضحاً أن الإدارة العامة للخدمات الطبية تضطلع في حال السلم بدورين رئيسين في تقديم الخدمات الطبية والصحية المتكاملة، يتمثل الأول في الخدمة الطبية العصرية المقدمة من خلال منظومة حديثة من المستشفيات مكونة من 26 مستشفى و132 مستوصفاً تقدم خدمة طبية وقائية وعلاجية متكاملة بمستوياتها كافة، بينما يتمثل الثاني في الدور الإنساني المتمثل في حملات التوعية والتثقيف الصحي على مستوى المناطق والمستوى الوطني مثل حملة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتثقيف الصحي وحملات الأمير سلطان بن عبدالعزيز الإنسانية للرعاية الصحية الأولية التي بلغت حتى الآن تسع حملات في مناطق البلاد المختلفة، إضافة إلى المشاركة في تقديم الخدمات الطبية لحجاج بيت الله الحرام بصفة سنوية لفترة تجاوزت ربع قرن. وأضاف: «يتمثل الدور الثاني كذلك في المهمات الإنسانية العالمية في الكوارث الطبيعية مثل ما حدث في إيران وإندونيسيا وباكستان، والمهمات الإنسانية في المجاعات مثل ما حصل في الصومال وتشاد، والمهمات ذاتها في الحروب مثل مشاركة الخدمات الطبية في العراق وكوسوفا، والمهمات الإنسانية الخاصة بالتبرع وإنشاء مراكز طبية متخصصة مثل جيبوتي وبوركينافاسو».