أفادت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية الجمعة انه تم تغيير الرجل الثاني في النظام، مدير المكتب السياسي للجيش، وذلك لأسباب صحية على الارجح. وفي معرض سردها للشخصيات التي حضرت احتفالات الاول من أيار (مايو) في بيونغ يانغ، ذكرت الوكالة هوانغ بيونغ-سو كمدير للمكتب السياسي العام للجيش الشعبي الكوري بدلاً من شوي ريونغ-هاي الذي كان يتولى حتى اليوم هذا المنصب الذي يعتبر، بشكل غير رسمي، ثاني أعلى منصب في الدولة. ويأتي تعيين هوانغ في هذا المنصب عقب ترقيته الى رتبة نائب ماريشال في 28 نيسان (ابريل) الى جانب شوي واربعة جنرالات آخرين. وكان شوي يعتبر الرجل الثاني في النظام منذ جرى في كانون الاول (ديسمبر) الفائت إعدام جانغ سونغ-ثايك، زوج عمة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون ومعلمه. وسبق لشوي أن غاب عن حضور عدة مناسبات في الأشهر الاخيرة ما جعل البعض يعتقد انه راح بدوره ضحية عملية تطهير، الا ان هذا الاعتقاد سرعان ما تلاشى مع عودته الى الظهور، مما يعني ان غيابه ومن ثم اقالته من منصبه كمدير للمكتب السياسي سببهما تردي وضعه الصحي. وكان اعدام زوج عمة الزعيم أدى الى تغييرات كبيرة في أعلى هرم السلطة. وفي شباط (فبراير) عمد النظام الى ترقية العديد من كبار المسؤولين العسكريين، ومن بين هؤلاء مدير البرنامج البالستي المكلف تطوير الصواريخ البعيدة المدى. وبعدما كانت حدة التوتر بين كوريا الشمالية والاسرة الدولية تراجعت في الخريف بعدما ضاعفت بيونغ يانغ من نداءاتها للعودة الى طاولة المفاوضات السداسية حول ملفها النووي، عاد التوتر ليشتد مجدداً مع حصول المناورات العسكرية الاميركية-الكورية الجنوبية السنوية. ومذاك أجرى النظام الكوري الشمالي تجارب صاروخية عديدة، كما انه يستعد على ما يبدو لتنفيذ تجربته النووية الرابعة بحسب ما تؤكد صور التقطتها مؤخرا اقمار صناعية واظهرت تزايدا في النشاط في الموقع الرئيسي للتجارب النووية في الشمال. وفي تطور منفصل، أظهرت صور جديدة التقطت بالاقمار الاصطناعية ان كوريا الشمالية تختبر اطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، حسما افاد معهد اميركي الجمعة بينما الاسرة الدولية تترقب تجربة نووية جديدة للشمال. وقال المعهد الاميركي الكوري في جامعة جونز هوبكنز ان بيونغ يانغ اجرت "تجربة او عدة تجارب لما يشكل على الارجح المرحلة الاولى من صاروخ بالستي عابر للقارات من طراز كي ان-08 على منصة اطلاق متحركة". واوضح المعهد على موقعه "38 نورث" انه تم رصد ما مجمله ثلاث تجارب على محرك كي ان-08 للطبقة الاولى من الصاروخ وربما الطبقة الثانية، منذ ايار (مايو) 2013". وتابع الموقع "منطقيا، المرحلة التنقية الثانية ستكون اطلاق الصاروخ". وكانت كوريا الشمالية وضعت قمرا اصطناعيا في المدار في كانون الاول (ديسمبر) 2012 مع نجاحها في اطلاق صاروخ "اونها-3". ونددت الاسرة الدولية باطلاق القمر الاصطناعي اذ اعتبرت انها تجربة لصاروخ بالستي وفرضت على اثرها عقوبات جديدة على نظام الشمال. الا ان بيونغ يانغ قامت بعد ذلك بشهرين بتجربتها النووية الثالثة. واجرت كوريا الشمالية ثلاث تجارب نووية في السنوات الثماني الماضية في تشرين الاول (اكتوبر) 2006 وايار (مايو) 2009، وشباط (فبراير) 2013.