يسجل للفنان السعودي حبيب الحبيب نجاحه في تقديم نفسه كفنان مميز في بدايته، ما ساهم في رفع توقعات المشاهدين والنقاد بقدرته على صناعة نفسه في شكل قوي يمكنه من منافسة الأسماء الكوميدية السعودية البارزة مثل ناصر القصبي وعبدالله السدحان. فالجماهير التي تابعت النجم الشاب لفترات طويلة في أدوار صغيرة أبدت إعجابها بما قدمه على رغم ضيق المساحة التي منحت له، معتبرة أن حصوله على دور بطولة سيفجر كامل طاقته التي غيبتها الأدوار الثانوية. إذ لوحظ ضعف حضور الحبيب في مسلسل «غشمشم»، وربط البعض ذلك بضعف العمل في شكل عام واعتبره عذراً للحبيب، قبل أن تتوافر الفرصة له للعب أدوار بطولة حقيقية كانت مقياساً لأدائه. دور البطولة المنتظر توافر لحبيب في مسلسل «أم الحالة» الذي عرض في رمضان قبل الماضي ضمن حلقات لا تتجاوز مدتها الخمس دقائق... وعلى رغم أن العمل نجح في الوصول الى الجماهير، فإن ردود الفعل التي أعقبت نجاحه نسبت الفضل فيه إلى النجمين أسعد الزهراني ومحمد القس مغيبة تماماً اسم الحبيب على رغم لعبه دور البطولة. بعد هذه التجربة شارك الحبيب كبطل في أكثر من عمل مثل «بني جان» و «المقطار» لكنها لم تقدمه كبطل قادر على حمل عبء عمل كامل. فعلى رغم تعاونه مع أسماء كوميدية بارزة، فشل في تحقيق النجاح المنتظر، خصوصاً في ظل النقد الحاد الذي تعرضت له هذه الأعمال. جماهير ونقاد انتظرت أن ينجح الحبيب في تقديم نفسه بشخصيات مختلفة ومميزة تظهر ما يملكه من إمكانات، لكن حضوره جاء متشابهاً على صعيد الشخصيات في مسلسلاته كافة، فالمتابع يلاحظ في شكل سريع أن حبيب لا يزال يجسد شخصية الشاب القروي المراهق القليل الذكاء من دون إضفاء أي من التفاصيل الجديدة عليها. حتى ان تجربته الدرامية في حلقات «الساكنات في قلوبنا» كانت هي الأخرى ضعيفة، وعجزت عن تقديم الحبيب خارج إطار الكوميديا التي بدأ منها. غير أن تجربة «المقطار» تكشف أن الحبيب نجم ثانوي من الطراز الأول وقادر على الإضافة الى أي عمل يشارك فيه كنجم مساند بعيداً من أدوار البطولة، ومتى اقتنع الحبيب بقدراته سيحقق نجاحاً «فنياً» أكبر حتى لو غابت عن هذا النجاح القيمة المادية التي يبحث عنها الجميع.