ستعيش «جوهرة» خادم الحرمين أعواماً مقبلة بصفتها تحفة فنية رياضية بارزة، لكنها ستقول دائماً إن الشباب كان أول بطل احتفل باللقب بين أحضانها. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي بارك لشعبه افتتاح المدينة الرياضية الجديدة التي تحمل اسمه قال مخاطباً شعبه: «تستحقون أكثر وأكثر لأنكم أبناء أجدادكم الذين عمروا هذه البلاد». في ليلة لا تشبه غيرها، ظهر الليث أيضاً في صورة لا يعرفها سواه، فلم يعترف بنبض يحتاج إلى وقت قبل «جسه»، فأسرع لاعبه البرازيلي فرناندو مينغازو في زيارة الشباك بعد 14 دقيقة فقط عبر أول ركلة جزاء عرفتها «الجوهرة»، الهدف الأول لم يكن كافياً لإشباع الطموحات البيضاء ولا مشعلاً حماسة خضراء، إذ إن خطأ بدائياً من حارس الأهلي عبدالله المعيوف قاد إلى استقبال المهاجم مهند عسيري كرة مميزة وسط خلو المرمى، ليسددها قوية معلنة الهدف الثاني للشباب عند الدقيقة ال27. الهدوء الذي ساد بين الشوطين لم تطغ ملامحه على الشوط الثاني، إذ نجح حارس الشباب وليد عبدالله في قتل جميع آمال الخصوم، فسدد ضربة مرمى قوية أخطأ في التعاطي معها مدافعو الأهلي ليتلقاها نجم ليلة الأمس مهند عسيري ويحولها باتجاه المرمى، فأبعدها عقيل بلغيث بصعوبة لتعود من جديد إلى عسيري الذي جدد إيداعها في الشباك الأهلاوية المتخمة في الدقيقة ال49. وفي زحمة الأهداف الشبابية بدا الأهلي المتعطش إلى لقب الثالث باهتاً وغائباً، فوقعت الأهداف الثلاثة كسيوف تعمقت في ظهر الحلم الأخضر، حاول لاعبو «القلعة» زيارة المرمى الأبيض أكثر من مرة، لكن هجماتهم عابها البطء وغياب التركيز، فقتلتها الدفاعات الشبابية من دون صعوبات تذكر. بين مرة وأخرى كان لاعبو الأهلي يحاولون بناء الهجمات، لكن الخوف من مرتدات قاتلة غيّب سرعتهم وأوقفهم عن التقدم، حال المباراة في طرفها الأخضر عبرت عنها هجمة للاعب صالح الشهري واجه فيها المرمى، لكنه تباطأ كثيراً في التعامل معها لتلحق بغيرها من الهجمات الهادئة، كاميرا مخرج المباراة انتقلت إلى مدرب الأهلي فيتور بيريرا الذي طأطأ رأسه بعد ضياع فرصة الشهري، ليقول علناً إن اليأس تمكن منه قبل لاعبيه، ليترجم عقيل بلغيث حال فريقه على الأرض حين تحصل على البطاقة الحمراء الوحيدة في المباراة بعد دخول عنيف وغير مبرر على صاحب الهدف الأول فرناندو مينغازو في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي. «الليث» تعرف على اللقب الثالث في مسيرته من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، لكنه بالأمس توج في صورة ما كانت لتخطر على بال أحد، فتعرف على الذهب من يد خادم الحرمين الشريفين في مباراة هي الأولى في مدينة الملك عبدالله الرياضية، صورة الفرح الأبيض لن تغيب من أذهان جماهيره طبعاً، لكنها هذه المرة سترافق خيال كل السعوديين متى تباهوا بالملعب الأجمل في المملكة.