بغداد-أ ف ب -أجرى وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في بغداد أمس محادثات مع كبار المسؤولين تناولت العلاقات الثنائية واوضاع الاقلية المسيحية. وطالب ببادرة رأفة تجاه نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز. وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الايطالي، رداً على سؤال عن احتمال العفو عن عزيز: «اكدنا ضرورة احترام قرار القضاء العراقي، لأن طارق عزيز حصل على حقوقه في المرافعة والدفاع. يجب ان يحترم الجميع قرار القضاء». واضاف «لديهم طلب او رجاء للعفو، ليس ايطاليا وحدها من يطلب ذلك، انما روسيا والفاتيكان ودول عربية». وعن اوضاع المسيحيين، قال زيباري ان «الحكومة لا تؤيد تشجيع هجرة المسيحيين الى الدول الاوروبية، وهذا ما اكّده الوزير (فراتيني) ايضاً». وتابع: «سيتم اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز حمايتهم، وسنرسل اشارات ايجابية الى العالم، من حيث اعادة بناء الكنائس وتوفير الامن والحماية لهم». وكان المسيحيون في العراق قد تعرّضوا لاعتداءات متكررة اثارت استنكار الراي العام العالمي، ففي 31 تشرين الاول (اكتوبر) قتل 46 مصلياً مسيحياً، بينهم كاهنان وسبعة عناصر من قوات الامن، في مجرزة اثناء قداس في كاتدرائية للسريان الكاثوليك في وسط بغداد، واستهدفت تفجيرات اخرى في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) منازل مسيحيين في بغداد ما اوقع ستة قتلى. وكان الناطق باسم الخارجية الايطالية اعلن في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) ان «فراتيني سيطالب ببادرة رأفة تجاه طارق عزيز»، مشيراً الى انه سيبحث في «حقوق الاقليات الدينية، لا سيما المسيحيين» واصدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا في 26 تشرين الاول (اكتوبر) حكماً بالاعدام «شنقا حتى الموت» على طارق عزيز ومسؤولَيْن سابقَيْن هما سعدون شاكر وعبد حمود، بعد ادانتهم في قضية «تصفية الاحزاب الدينية». لكن طالباني اعلن انه لن يوقّع مرسوم اعدام طارق عزيز (74 عاماً)، الذي كان المسيحي الوحيد في فريق الرئيس السابق صدام حسين، وشكل واجهة دولية للنظام، وبذل جهوداً كبيرة لدى عواصم اوروبية لمنع اجتياح العراق. على صعيد آخر، قال زيباري ان «ايطاليا مهتمة كثيراً بتوسيع علاقاتها مع العراق، وهناك مشاريع استراتيجية تبدي ايطاليا اهتماماً بها، مثل ميناء الفاو الكبير وسد الموصل». وقال فراتيني، الذي يزور بغداد في آخر محطة في جولته الاقليمية، إن «الكويت مستعدة تماماً لتطبيع علاقاتها مع العراق». وكان مصدر في السفارة الايطالية اكد ان زيارة فراتيني تستمر يوماً واحداً يلتقي خلالها رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي ورئيس الجمهورية جلال طالباني.