تلقّى إيمانويل ماكرون دفعاً في سعيه إلى ترؤس فرنسا، بعدما أعلن تسعة من أعضاء مجلس الشيوخ دعمه، على رغم انتمائهم إلى حزب متحالف مع المرشح اليميني فرانسوا فيون. وينتمي هؤلاء إلى حزب «اتحاد الديموقراطيين والمستقلين» الذي ينتمي إلى يمين الوسط، ويشغل 42 مقعداً في مجلس الشيوخ. وكتبوا في صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» التي تصدر الأحد أنهم سيدعمون ماكرون بسبب تأييده لأوروبا وسعيه إلى تجاوز الانقسام بين اليمين واليسار. وتابعوا: «طريقة إيمانويل ماكرون هي الصحيحة. يريد توحيد الناس وفتح حوار جديد بين الشعب الفرنسي وممثليه». ويتصدّر ماكرون، وهو وزير سابق في حكومة الرئيس فرانسوا هولاند وسياسي وسطي مستقل، استطلاعات الرأي إذ يُرجّح أن يتغلّب على رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف مارين لوبن في الدورة الثانية المرتقبة في أيار (مايو) المقبل، علماً أن الدورة الأولى مقررة الشهر المقبل. لكن العدد الضخم من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم، يعني أن التكهّن بنتيجة الاقتراع ما زال صعباً. وكان فيون الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات، إلى أن أوردت أسبوعية «لو كانار انشينيه» أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي أنه دفع مالاً لزوجته، بصفتها مساعدة برلمانية له، في مقابل عمل لم تقم به. وينفي فيون ارتكاب مخالفات، لكن مدعين أخضعوه لتحقيق، في سابقة لمرشح رئاسي فرنسي. واستخدم مساعدون لفيون مظلّة السبت، لحمايته من بيض رشقه به محتجون في جنوب غربي فرنسا، مع تراجع نسبة مؤيّديه أمام ماكرون ولوبن. واعتبر النائب إريك سيوتي، وهو مساعد مقرّب من حملة فيون، أن تعرّض المرشح اليميني لتنصت «مرجّح جداً»، وزاد: «هذا ليس أمراً غير قانوني، لكنه يشكّل فضيحة ديموقراطية». لكن فرنسوا بايرو، رئيس «حركة الديموقراطيين» الوسطية وهو حليف لماكرون، استبعد «أيّ عمل مدبر»، معتبراً أن «نظريات المؤامرة تبعد المرء عن الاضطلاع بمسؤولياته»، في إشارة إلى اتهامات وجّهها فيون في هذا الصدد. لوبن واليورو الى ذلك، سعت مارين لوبن الى طمأنة ناخبين قلقين من خطتها للانسحاب من منطقة اليورو، في حال فوزها، اذ تعهدت تجنّب حدوث فوضى، مؤكدة أنها ستسعى الى الاستعداد جيداً لمحادثات مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وقالت لصحيفة «لو باريزيان»: «تسبّب اليورو في زيادة ضخمة في الأسعار وفي انخفاض حاد جداً للقوة الشرائية. كما أنه عائق خطر أمام تأمين وظائف، اذ أدى الى خسارة الاقتصاد الفرنسي قدرته على المنافسة». وكان استطلاع رأي أعدّته مؤسسة «إيفوب» ونشرت صحيفة «لو فيغارو» نتائجه أظهر أن حوالى 72 في المئة من الناخبين الفرنسيين يعارضون العودة الى الفرنك. وذكرت لوبن منذ شهور أنها لن تنسحب من اليورو في شكل مفاجئ، بل ستنظّم استفتاءً بعد مفاوضات على مدى ستة أشهر مع أعضاء الاتحاد الأوروبي، في شأن ملفات بينها الانسحاب من معاهدة شنغن للحدود المفتوحة. وأبلغت لوبن «لو باريزيان» أن المحادثات في شأن اليورو ستأتي في نهاية هذه المفاوضات، بعد الانتخابات النيابية التي ستنظمها ألمانيا في ايلول (سبتمبر) المقبل.