بعد أشهر من التردد، قرر رئيس حزب «موديم» (الوسط) فرنسوا بايرو عدم الترشح للرئاسة الفرنسية، وتأييد المرشح المستقل إيمانويل ماكرون الساعي إلى بلورة صيغة سياسية جديدة بمنأى عن اليمين واليسار. وبعد اجتماع عقداه وتناول خصوصاً سبل إرساء الشفافية في الحياة العامة الذي يشكل ركيزة التحالف المستجد بينهما، وصف ماكرون قرار بايرو بأنه «تحول في إطار الحملة الرئاسية»، خصوصاً أن حملته بدأت تشهد بعض التراجع بسبب تصريحات متسرعة ومتضاربة بينها وصفه الاستعمار الفرنسي للجزائر بأنه «جريمة ضد الإنسانية». ويعزز ذلك فرص بقاء ماكرون في السباق حتى الدورة الانتخابية الثانية، في مواجهة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن التي تحافظ على تقدمها في الدورة الأولى بتوقعات تناهز 26 في المئة من أصوات الناخبين، فيما يحتل ماكرون المركز الثاني بنسبة تأييد 22 في المئة، ومرشح اليمين فرانسوا فيون المركز الثالث (21 في المئة). وبرر بايرو تأييده لماكرون بأن «الحزب الإشتراكي يخوض الانتخابات بمرشح عاجز هو بونوا هامون، فيما أرفض برنامج فيون المتشدد، وتبقى طروحات ماكرون قريبة من مواقفي الوسطية». وأثار تأييد بايرو لماكرون تعليقات حادة في أوساط اليمين الفرنسي التي رأت فيه خيانة جديدة، إذ إن بايرو سبق أن حجب تأييده عن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي لحساب الرئيس الاشتراكي الحالي فرانسوا هولاند في انتخابات 2012. وجاء التعليق الأعنف على لسان الوزير اليميني السابق فرانسوا باروان، المقرب من فيون، الذي شبه بايرو بمن «يتواجد على مركب بلا محرك، وينهي رحلته إلى جانب مرشح يمثل الوجه الآخر لهولاند». وكان ماكرون عمل مستشاراً لهولاند الذي لعب دوراً أساسياً في صعوده، وأسند إليه وزارة المالية التي استقال منها لتأسيس حركة خاصة به، والترشح للرئاسة. في غضون ذلك، أعلن ديفيد ديوك، الزعيم السابق لحركة «كو كلاكس كلان» الأميركية العنصرية والتي تؤمن بنظرية تفوق العرق الأبيض، دعمه لمرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية مارين لوبن، مشيداً خصوصاً بوالدها جان ماري لوبن الذي «ربى امرأة ذكية وقوية تعرف كيف تمارس السياسة في القرن ال21». وتأسست حركة «كو كلاكس كلان» قبل 150 سنة، وباتت مرادفاً لعمليات قتل واغتيالات. وكان ديوك دعا إلى التصويت لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ثم ادعى ترامب أنه يجهل من هو ديوك، قبل أن ينفي فريقه نهاية آب (أغسطس) أي تعاون معه. على صعيد آخر، احتج مئات من طلاب المدارس الثانوية في باريس على استخدام الشرطة للقوة، وأغلقوا مداخل مؤدية إلى أكثر من عشر مدارس، قبل أن يشاركوا في تجمع حاشد محظور بشارع تدفقت إليه قوات الأمن بأعداد كبيرة. وهذا أحدث احتجاج في سلسلة احتجاجات بضواحي شمال باريس منذ اتهام الشرطة بالاعتداء على شاب أفريقي في ال22 من العمر خلال اعتقاله في الثاني من الجاري في ضاحية بالعاصمة يعيش فيها عدد كبير من المهاجرين.