طالب عدد من نواب المجلس الوطني التأسيسي التونسي (البرلمان) أمس، بإعادة التصويت على الفصل الذي يمنع رموز النظام السابق من الترشح للانتخابات المقبلة، وذلك بعد رفضه في جلسة سابقة. وكان «التأسيسي» صوت ضد «العزل السياسي» ب109 أصوات مقابل 108 لصالحه، ما خلق حالة من الفوضى والارتباك في المجلس بدأت منذ مساء أول من أمس، على خلفية احتجاج النواب المساندين لهذا الفصل ومطالبتهم بإعادة التصويت عليه. ووصف النائب عن كتلة «الوفاء للثورة» آزاد بادي في تصريح إلى «الحياة» إسقاط الفصل المتعلق بمنع رموز النظام السابق من الترشح للانتخابات ب «الخيانة لدماء الشهداء وأهداف الثورة»، مؤكداً أن النواب المساندين للعزل السياسي «سيقدمون مقترحاً يقضي بإضافة باب للقانون الانتخابي يتعلق بالعزل السياسي والتحصين السياسي للثورة». وقدم 87 نائباً عريضة إلى مكتب المجلس التأسيسي تطالب بإعادة النظر في الفصل 167 المتعلق بالعزل السياسي، إلا أن التوازنات السياسية داخل المجلس لا تسمح بتمريره خاصة، وأن حركة «النهضة» صاحبة الكتلة الأكبر صوتت ضده، إضافةً إلى كتل علمانية عدة. وصرح رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي ل «الحياة» بأن «إقصاء قيادات حزب «التجمع الدستوري» المنحل ورموز النظام السابق يجب أن تكون عبر صناديق الاقتراع». وأضاف الغنوشي، الذي حضر الى المجلس لإقناع كتلة «النهضة» بالتصويت ضد العزل السياسي، أن حركته «تثق في الشعب التونسي الذي لن يمكّن النظام السابق من العودة إلى الحكم عبر الانتخابات».