واشنطن، بغداد، شانون (إرلندا)، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - أمر البيت الأبيض الهيئات الحكومية الأميركية باتخاذ تدابير كيلا يتمكن موظفوها الذين لا يملكون التراخيص اللازمة من الدخول إلى موقع «ويكيليكس» من أجهزة الكومبيوتر التي يستخدمونها في العمل. وعمم مكتب الموازنة التابع للبيت الأبيض في رسالة على الهيئات الفيديرالية أن «نشر ويكيليكس أخيراً وثائق حكومية أميركية ألحق ضرراً بأمننا القومي»، وأن «كل موظف وكل متعاقد مع الحكومة الفيديرالية ملزم حماية المعلومات السرية»، مشدداً على أن التسريبات لا تعني أن هذه المعلومات لم تعد سرية. وكانت مكتبة الكونغرس من أولى الهيئات التي منعت موظفيها من الدخول الى الموقع، وأوردت على موقعها على «تويتر» انها «نهاية» التعديل الأول في الدستور الأميركي الذي ينص على حماية حرية التعبير. وفي رسالة على المدونة الخاصة بمكتبة الكونغرس، أكد المدير الإعلامي مات ريموند انه لا يمكن دخول موقع «ويكيليكس» رافضاً الاتهامات بفرض رقابة. وقال إن «مكتبة الكونغرس قررت منع دخول الموقع لأن القانون المطبق يلزم الوكالات الفيديرالية حماية المعلومات السرية». في غضون ذلك، أعلنت ناطقة باسم الجيش الأميركي في العراق أن الجيش يحاول اقناع الجنود بعدم قراءة الوثائق السرية التي ينشرها موقع «ويكيليكس» الإكتروني. وظهرت رسالة أول من أمس على شبكة الإنترنت الخاصة بالقوات الأميركية لدى محاولة الوصول إلى الأخبار وغيرها من المواقع تنصح الجنود بعدم قراءة أو تنزيل نشرات «ويكيليكس» أو إعادة توجيهها. ونصت الرسالة انه «وفقاً لقواعد وزارة الدفاع، على الجميع الامتناع عن قراءة مواد متعلقة بنشرات ويكيليكس». لكن السرجنت كيلي لين أكدت في رسالة بالبريد الإلكتروني عدم حجب الإنترنت «ولم نغلق أي موقع إخباري تتم قراءته». وزادت: «نظراً لإطلاق ويكيليكس وثائق سرية وتوافرها بسهولة على شبكة الإنترنت، نشرنا الرسالة على موقعنا الخاص»، موضحة أن الرسالة ليست الا تنبيهاً لن يمنع أفراد القوات المسلحة من استعراض المواقع الإخبارية. على صعيد آخر، صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي اتصلت بعشرات من القادة الأجانب بعد تسريبات ويكيليكس، انها تنوي متابعة هذا المسعى طوال «أسابيع». وقالت كلينتون لصحافيين يرافقونها أمس في طريق عودتها الى واشنطن بعد جولة في آسيا الوسطى والبحرين: «أريد متابعة اللقاءات (حول هذا الموضوع) في الأسابيع المقبلة»، مشيرة إلى أن وسائل الإعلان لم تطلع بعد على عدد كبير من ال250 ألف برقية ديبلوماسية أميركية، وأن الرئيس باراك أوباما اصدر «توصيات» إلى إدارته في شأن المسؤولين الذين يتعين الاتصال بهم، لافتة إلى أن قضية ويكيليكس مدرجة أيضاً على «لائحة» المواضيع التي يناقشها شخصياً مع رؤساء دول وحكومات. وبغض النظر عن الفضيحة التي أثارها نشر البرقيات، اعتبرت كلينتون من جهة أخرى انها أتاحت إظهار حجم العمل التحليلي والاستخباري الذي تقوم به الديبلوماسية الأميركية. وقالت: « بطريقة ما، يمكن أن يكون ذلك مطمئناً على رغم التشديد على بعض العبارات». وفي إسلام آباد، أكد الناطق باسم الجيش الباكستاني الميجر جنرال أطهر عباس أمس أن القوات المسلحة تدعم القيادة المدنية للبلاد، وذلك بعدما سلطت تسريبات ويكيليكس الضوء على قوة الجيش في هذا البلد المضطرب سياسياً. وتكشف برقية أرسلتها السفيرة الأميركية السابقة الى باكستان آن باترسون، مؤرخة في 12 آذار (مارس) 2009، أن نفوذ الجيش في الدولة التي تتمتع بقدرة نووية حيوي بالنسبة لحرب الولاياتالمتحدة ضد التشدد. وكانت باترسون تلتقي بقائد الجيش الجنرال اشفق كياني أثناء أزمة سياسية، كان من شأن مسيرة طويلة للمحامين خلالها أن تهدد حكومة الرئيس آصف علي زرداري. وجاء في البرقية أن كياني لمح مجدداً إلى أنه قد يضطر لإقناع زرداري بالاستقالة «اذا تدهور الوضع بشدة». وقال كياني، وهو رئيس سابق للاستخبارات الداخلية، أنه سيبقي الجيش بعيداً من السياسة وسيساند الديموقراطية. وانخفضت شعبية زرداري بشدة بسبب مزاعم فساد وفشله في التصدي لسلسلة من القضايا، مثل ضعف الاقتصاد وتمرد حركة «طالبان» وأزمة الطاقة وتفشي الفقر.