طالبت الحكومة المحلية في محافظة بابل بإخلاء مقر للقوات الاميركية وسط المدينة، واقترع مجلس قضاء الحلة بالإجماع على إخلاء قاعدة «بيت الوزير» في وقت تستعد المؤسسات الحكومية وأهالي المناطق القريبة للاعتصام امام المقر لإخلائه. وقال رئيس مجلس محافظة بابل محمود شاكر العوادي ل «الحياة» ان «الأهالي القاطنين في الأحياء السكنية المجاورة للقاعدة يتعرضون في شكل مستمر للأذى نتيجة سماعهم إطلاق نيران في ميدان الرمي داخل البناية من جانب تلك القوات، وكذلك الإزعاج الذي تسببه حركة الأرتال الداخلة والخارجة من البناية، فضلاًً عن الرعب الذي تسبِّبهُ الطائرات المروحية خلال هبوطها وانطلاقها من البناية، لا سيما في أوقاتٍ متأخرةٍ من الليل». وذكر العوادي ان «مجلس قضاء الحلَّة مركز محافظة بابل صوّت بالإجماع على قرار إخلاء «بيت الوزير» على ضفاف شط الحلة الذي تشغله القوات الاميركية منذ عام 2003». وأشار الى أن «التصويت جاء خلال الجلسة الطارئة التي عقدها أعضاء المجلس وطالبوا فيها مجلس المحافظة بالمصادقة على قرار إخلاء البناية التي تشغلها القوات الاميركية تماشياً مع الاتفاق الأمني الموقّع بين الجانبين والذي ينص على انسحاب القوات الأميركية الى خارج المُدن». وقال قائمقام مدينة الحلة صباح الفتلاوي إن «أعضاء الحكومة المحلية في بابل وجميع الدوائر الحكومية والمواطنين يعتزمون القيام باعتصام مفتوح أمام قاعدة (بيت الوزير) لحين خروج القوات الأميركية منها». وأوضح أن «مجلس المحافظة كان اصدر قراراً في وقت سابق، يلزم القوات الأميركية بإخلاء القاعدة، إلا أنها لم تلتزم هذا القرار». وأشار إلى ان «قائمقامية المدينة وعدداً كبيراً من المواطنين فضلاً عن عدد من أعضاء مجلس المحافظة شاركوا باعتصام قصير في وقت سابق أمام القاعدة، للمطالبة بإخراج القوات الأميركية منها، وحصلوا على تعهدات بإخلائها خلال عشرة أيام». ولفت الى أن «الحكومة المحلية في بابل تعتزم تنفيذ اعتصام مدني مفتوح أمام القاعدة من اجل إجبار هذه القوات على إخلائها». وتعرضت القاعدة المذكورة في بداية الاسبوع الماضي، لقصف بثماني قذائف هاون، أدت إلى جرح مدنيين اثنين وشرطي. وقال عضو المجلس البلدي عن حي نادر القريب من القاعدة المهندس فلاح الخزعلي: «وجّهنا كتباً رسمية إلى مجلس المحافظة نقلنا فيها رغبة الأهالي بنقل القاعدة إلى مكان خارج المدينة». وأضاف ان «هذا المكان يقع بين الأحياء السكنية على ضفاف نهر الحلة وهو خطر على حياة الأهالي لأن القاعدة مستهدفة من المسلحين». وقال مختار حي البكرلي وليد الخطابي ان «أهالي الأحياء القريبة وبعض مواطني المدينة في صدد تنظيم تظاهرة تطالب برحيل القوات الأميركية من مركز مدينة الحلة». وقاعدة «بيت الوزير» تقع على ضفاف شط الحلة بجوار عدد من المناطق السكنية مثل الكلج وكريطعة والثيلة. وكان الناطق باسم القوات الأميركية في العراق العميد جيفري بيوكانن ابلغ «الحياة» في وقت سابق ان «القوات الاميركية بلغت الآن ادنى مستوى لها من النشاط العسكري في البلاد، بعد عمليات الانسحاب الكبيرة خلال الشهور الماضية»، مشيراً إلى أن «عديدها الآن حوالى 48 ألف عسكري ينتظرون عمليات سحبهم». ولفت إلى «إغلاق اكثر من 400 قاعدة عسكرية وتسليمها الى الجانب العراقي، من اصل 505 قواعد شيّدت في العراق منذ عام 2003 ولا تزال هناك 87 قاعدة بعضها مشترك وسيتم تسليمها إلى الجانب العراقي لاحقاً».